اقتصادكم-حورية خير الله
يعاني الملايين عبر العالم من الأونيومانيا أو هوس التسوق، ولقد ارتفعت أعداد مدمني التسوق بالعقدين الأخيرين بفضل زيادة الاقبال على التسوق الرقمي أو الشراء عبر الأنترنيت.
وساهمت الجائحة من جهة أخرى، في الرفع من الشراء عبر الانترنيت، فوفقا لدراسة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية،
"الأونتكاد" التي قامت من خلالها بمسح شمل 3700 مستهلك في تسع دول، أن أكثر من نصف المشاركين بأنهم يتسوقون عبر الإنترنت بشكل متواصل.
اندفاع وغياب السيطرة
ويعني هوس الشراء أو التسوق القهري رغبة قهرية في التسوق ويعتبر أحد اضطرابات الاندفاع وعدم القدرة على السيطرة، وهو اضطراب قديم أطلق عليه الطبيب النفسي الألماني كريبلين اسم اونيومانيا سنة 1915.
قد يبدوا في مستهل الأمر شراء الأشياء عبر الإنترنت من خلال بضع نقرات، أمراً مسليا، وغير ضار نسبياً لجلّ الأشخاص، إلا أنه قد يؤدي بالبعض إلى الإنفاق المتهور الذي يخرج عن السيطرة، فيشترون أشياء دون وعي كما أنهم غالبا ما لا يستخدمونها وينتهي الأمر بتراكم مشتريات عديدة ليست لها فائدة أو هم في غنى عنها.
نشوة يعقبها ندم
ارتباطا بالسياق ذاته تقول مريم التي تبلغ من العمر 28 سنة في حديثها لـ"اقتصادكم"،" أجد متعتي في التسوق وأحس نشوة عندما أشتري الملابس خاصة عبر الانترنيت، أحيانا لا أستطيع التوقف حتى أصبح مفلسة."
وتضيف مريم التي تقطن بفاس، "لا أرتاح إلا عندما أتسوق، أحس أنني أندم عندما أجدني أنفقت كل ما لدي من مال على اقتناء ملابس أو إكسسوارات لا أحتاج إليها، أحاول كبح نفسي لكن رغبتي فوق ما يمليه عقلي وما يقوله المنطق."
"قد أدخل لتصفح موقع لأحد ماركات الملابس للاطلاع على الجديد لكن أجدني قد ملأت سلة المشتريات وقمت بأداء مبلغ خيالي عبر بطاقتي البنكية، وأحيانا أقترض مالا من بطاقة أختي إن لم يتوفر بحسابي البنكي رصيد." تقول مريم.
علامات تؤكد إدمانك
ووفقا لموسوعة الإدمان Addiction wiki، يمكن اعتبار الشخص مدمنا على التسوق يجب أن يتوفر شرطان هما، ميل الشخص إلى الشراء بمعنى أن مدمن الشراء يسعى دائما للشراء دون تمييز بشراء أشياء لا أهمية أو حاجة حقيقية لها عنده ففي حالة ادمان الشراء المدمن يسعى الى أن يعيش حالة التسوق أكثر من الرغبة في تحصيل فائدة ومنفعة حقيقية لشرائه.
من جانب ثان، نجد مدمن التسوق يضع نفسه تحت ضغط مادي قد يسبب له مشاكل اقتصادية وقانونية من أجل هدف واحد وهو أن يعيش حالة الشراء والتسوق لأكبر وقت ممكن فلا عجب أننا نجده يسعى للاقتراض والدين من أجل الشراء.
ما الحل؟
يورد موقع Psychguides الأمريكي أن التغلب على إدمان التسوق أمر ممكن تمامًا، من ناحية أخرى، فإن التحرر من هذه الحاجة الشرهة للإنفاق تتطلب وقتًا وجهدًا، ولا يمكن توقع حدوث الشفاء في غضون أيام قليلة، وفي الواقع، يمكن أن تحدث الإغراءات والانتكاسات أثناء محاولة التغيير للأفضل، لكن الصبر والمثابرة ضروريان عند محاولة التغلب على إدمانك، يضيف المصدر نفسه.
من جهته، يفيد موقع daily medical info أن هناك أشياء عليك فعلها أولاً بنفسك قبل اللجوء للمساعدة إذا أردت أن تعالج إدمانك للتسوق ومن أهمها الاعتراف بوجود مشكلة و الرغبة في حلها، تحضير قائمة بأهم الطلبات والاحتياجات الأساسية ومراجعتها مرتين قبل الذهاب للتسوق.
إلى جانب الابتعاد عن استخدام بطاقات الائتمان، والبحث عن أنشطة أخرى مفيدة للقيام بها بعيداً عن التسوق، واصطحاب أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء أثناء التسوق لتقديم الدعم المطلوب ومنع الشخص المدمن من شراء ما يزيد عن حاجته وإعادة التفكير أكثر من مرة قبل الذهاب للتسوق وتحديد الأولويات والهدف من التسوق.
وعلى صعيد آخر يذكر الموقع ذاته طرقا أخرى لعلاج إدمان التسوق منها العلاج السلوكي الذي يهدف إلى تغيير السلوكيات السلبية المؤدية لإدمان التسوق وتحويلها لسلوكيات أكثر إيجابية.
ويوجد علاج بالاستشارات الاقتصادية من أجل تقديم الدعم اللازم للشخص المدمن ووضع خطط اقتصادية ومالية لميزانيته، ثم عن طريق الأدوية فقد يكون السبب للإدمان هو مرض نفسي كالاكتئاب لذا يجب علاج السبب أولا باستخدام الأدوية اللازمة.