صورة مركبة
اقتصادكم - سعد مفكير
منذ أن وطأت قدمها أرض المغرب، وبدأت في الحصول على التراخيص الحكومية اللازمة لبدء عملية إنتاج الغاز، تسير شركة SDX Energy، البريطانية المتخصصة في التنقيب عن النفط والغاز، في مسار تصاعدي نحو مواكبة الانتقال الطاقي للمملكة، وتوسيع نطاق خدماتها، بما يجعل المغرب بلدا منتجا للغاز الطبيعي، ورائدا في الطاقات المتجددة.
وتتكون أعمال "إس دي إكس" في المغرب من 4 تصاريح استكشاف، موجودة جميعها في حوض الغرب، وتمتلك حصة 75% منها بصفتها المشغّلة بينما تملك المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن 25٪ المتبقية، وهي سبو الوسطى، والغرب الغربي، وجنوب لالة ميمونة، وغرب مولاي بوشتة، حيث تخطط كذلك لاقتحام صناعة إنتاج الهيدروجين، والدخول لقطاع النقل الغازي الذي يحتاج إليه المغرب بالضبط، في القنيطرة والمنطقة الحرة الأطلسية.
وفي هذا الحوار الخاص مع موقع "اقتصادكم"، يتحدث المدير التنفيذي لشركة “إس دي إكس” البريطانية، دانييل غولد، عن خطط الشركة المستقبلية، وإمكانيات الغاز الطبيعي الموجودة في المغرب، والفرص التي يوفرها هذا القطاع بالمملكة:
1. كيف تسير أعمال الحفر الأولية في الآبار التي تشتغلون فيها؟ وهل تبدو النتائج مبشرة؟
يسعدني أن أقول إن بئر KSR-21، في حوض الغرب بالمغرب، قد بدأ في إنتاج الغاز الطبيعي فعليا وفقًا لما أعلنت عنه الشركة في 29 أبريل 2024. عملية الحفر والتنقيب مرت بسرعة وسلاسة، بدءًا من المراحل الأولى من الحفر عندما تتم إزالة الصخور والمواد الرسوبية الأخرى باستخدام آليات الحفر (حيث يدخل المثقاب إلى الأرض)، التي أعلن عنها في الرابع من شتنبر، ووصلت إلى العمق المستهدف في الـ28 من الشهر ذاته.
2. ما هي المدة المحددة لبداية تزويد الشركات بالغاز الطبيعي؟
لقد تم بالفعل إعداد بئرKSR-21 لبدء الإنتاج بمجرد حصولنا على الموافقات التنظيمية الحكومية، وبالتالي فإن الغاز الطبيعي يتدفق بالفعل إلى المتعهدين الذين نتعامل معهم.
3. ما هي الأسواق الرئيسية للغاز الذي تستخرجونه؟
يتمركز زبناؤنا في المنطقة الحرة الأطلسية، المنطقة الصناعية بالقرب من القنيطرة، من بين أبرزهم شركة CITIC Dicastal، وهي جزء من شركة قابضة متعددة الجنسيات تبلغ قيمتها تريليون دولار. تنتج شركة CITIC أجزاء من الألومنيوم لصناعة السيارات.
وفي المغرب، افتتحوا ثلاث وحدات إنتاج، الأولى في يونيو 2019، باستثمارات إجمالية تبلغ حوالي 600 مليون دولار وتوفر حوالي 2000 فرصة عمل. نقوم أيضًا بتوريد شركة Stellantis في نفس المنطقة التي تنتج Citroën وOpel من بين العديد من ماركات السيارات المشهورة الأخرى. وفي نونبر 2022، أعلنت شركة Stellantis عن استثمار بقيمة 300 مليون يورو لمضاعفة الإنتاج وخلق حوالي 2000 فرصة عمل جديدة في المغرب. بالإضافة إلى الاثنين المذكورين أعلاه، نقوم بتوريد الغاز لشركات أخرى، على الصعيدين الدولي والمحلي.
ومن المهم التأكيد على أن شركة SDX تتلقى باستمرار الطلبات الواردة لإمدادات الغاز من الشركات التي ترغب في توسيع أنشطتها والاستثمار، و تتواجد في المنطقة الحرة الأطلسية والقنيطرة.
المنطقة الحرة الأطلسية والمغرب بشكل عام يعد بلدا جذابا للغاية للاستثمارات، خاصة الصناعية منها، ويعتبر توفير طاقات نظيفة ومتجددة مثل الغاز الطبيعي عنصرًا حاسمًا في قرارهم الاستثماري، ولذلك تسعى SDX باستمرار إلى زيادة كمية الغاز الطبيعي التي يمكنها توصيلها للزبناء الحاليين والمستقبليين - لدينا عدد من المشاريع قيد التنفيذ لتمكين SDX من توصيل 8 أضعاف الغاز الذي نقدمه حاليًا أو أكثر، ولكم أن تتخيلوا التأثير الذي سيحدثه ذلك على الاقتصاد المغربي وخلق فرص الشغل.
4. لماذا قررت شركة SDX ENERGY PLC الانسحاب الكامل من مصر والتركيز على أعمالها في المغرب؟
نتواجد في المغرب منذ أكثر من 13 عامًا، وكنا نعمل بجد على توريد السوق الصناعية المغربية خلال تلك الفترة. وشهد المغرب نموا اقتصاديا هائلا خلال العقدين الماضيين، وزيادة مطردة بنسبة 5-6% في الطلب على الكهرباء. بفضل رؤية طويلة المدى للملك محمد السادس، تهدف للانتقال من الفحم والمواد النفطية إلى بدائل أنظف في شكل طاقة متجددة وغاز طبيعي، على النحو المبين في الاستراتيجية الوطنية للطاقة سنة 2009.
باختصار، لدينا مكانة فريدة في المغرب -باعتبارنا المنتج المستقل الوحيد للغاز في البلاد -لنكون شريكًا استراتيجيًا لدعم نمو المملكة، ولذلك فإن مجلس الإدارة شعر أن المغرب يمثل فرصة هائلة لـ SDX للعمل على نقل الغاز والطاقة المتجددة وتحويل الغاز إلى طاقة.
5. ما هي الخطط المستقبلية لشركة SDX ENERGY في المغرب؟
على المدى القريب، نركز أولاً على تطوير أصولنا الأساسية، نحن نقوم بالحفر لزيادة الإنتاج وضمان عدم انقطاع الإمدادات.
وعلى المدى البعيد، نتطلع إلى بناء خط أنابيب يمتد إلى بنيتنا التحتية الحالية، لربط المنطقة الحرة الأطلسية بخط الأنابيب المغاربي-أوروبا (GME)، ونحن نتطلع أيضًا إلى تطوير مشاريعنا المتجددة الخاصة لتوفير الكهرباء الخضراء للزبائن الحاليين، وتشغيل البنية التحتية الخاصة بنا لتحويل الغاز إلى طاقة، التي تنتج الكهرباء بنصف انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن الفحم. نريد أن نصبح منتجًا للطاقة الهجينة ومشغلًا للبنية التحتية في المغرب، وشريكًا استراتيجيًا رئيسيًا في التحول الطاقي في المملكة