هكذا يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مستقبل الفلاحة في المغرب

ملفات خاصة - 23-04-2025

هكذا يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مستقبل الفلاحة في المغرب

اقتصادكم من مكناس

 

يسعى القطاع الفلاحي الوطني إلى تحسين الإنتاجية، ومواجهة التغيرات المناخية، وتعزيز الاستدامة، عبر إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت ركيزة أساسية في مسار إعادة تشكيل مستقبل الفلاحة في المغرب في ظل التحديات البيئية والاقتصادية المتزايدة.

ويستخدم الذكاء الاصطناعي في الفلاحة المغربية لتحليل البيانات الضخمة، التنبؤ بالظروف المناخية، وتحسين ممارسات الري، ومن أبرز التقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي الزراعة الدقيقة والطائرات بدون طيار (الدرون) التي تُساهم في مراقبة المحاصيل بشكل فعال، مما يُمكّن الفلاحين من اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة.

بالإضافة إلى ذلك، يعتمد مجموعة من الفلاحين على أجهزة الاستشعار المعتمِدة على إنترنت الأشياء (Internet of Things - IoT)، وصور الأقمار الصناعية، وروبوتات الدردشة باستعمال الذكاء الاصطناعي، ومنصات الخدمات الإلكترونية، وأنظمة تخطيط موارد المؤسسات في الفلاحة.

وعلى هامش المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، تنتشر عشرات المقاولات الصغرى والمتوسطة التي توفر حلولا ذكية تدمج التكنولوجيا الحديثة في خدمة الفلاحة، من بين هذه المقاولات، تحدث عزيز سراج الدين، خبير في التكنولوجيا الفلاحية ومقاول، لموقع "اقتصادكم" عن "أهمية الذكاء الاصطناعي في الفلاحة لما تتيح للفلاحين من أدوات متقدمة لتحسين الإنتاجية وتقليل الخسائر."

وأضاف أن المغرب يعمل على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في استراتيجياته الفلاحية من أجل تعزيز القدرة التنافسية للقطاع وضمان استدامته في مواجهة التحديات المناخية وتقليل استهلاك المياه. 

ومن خلال تحليل البيانات المناخية، يُمكن التنبؤ بالتغيرات المحتملة واتخاذ تدابير وقائية، مثل تعديل مواعيد الزراعة أو استخدام تقنيات ري مُحسّنة، يضيف الخبير الذي لفت النظر إلى أنه ، من خلال تحسين الإنتاجية، يمكن زيادة دخل الفلاحين، حيث تساهم تقنيات مثل الزراعة الدقيقة في استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة، مما يُؤدي إلى تقليل التكاليف وزيادة الأرباح.

ولا تهدف هذه الإستراتيجية الطموحة إلى زيادة الإنتاجية الزراعية فحسب، بل أيضًا إلى خلق طبقة وسطى زراعية مَرنة ومقاومة لتغيرات المناخ. وتعد هذه الطبقة الوسطى محركا للوظائف والنمو الاقتصادي المستدام، والعمود الفقري لمستقبل المملكة، موضحا أن رقمنة الزراعة في المغرب متعددة الأوجه وتؤثر على عدة جوانب، فهي تشمَل فِرَق الأعمال، والتعاونيات، والتكيف مع تغير المناخ.

لكن الخبير أكد في تصريحه لموقع "اقتصادكم" أنه هناك تحديات تواجه دمج الذكاء الاصطناعي في الفلاحة، منها نقص الوعي والتدريب لدى الفلاحين، وتكلفة التقنيات الحديثة، وغياب البنية التحتية الرقمية اللازمة في بعض المناطق.

و يظهر المغرب التزامًا قويًا بتطوير فلاحة ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، حسب المتحدث ذاته الذي ربط الاستثمار في البحث والتطوير، وتوفير التدريب للفلاحين، بتحقيق تحول رقمي يُساهم في ضمان أمن غذائي مستدام.