اقتصادكم - نورالدين البيار
يدشن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، الخميس 7 أبريل زيارة فارقة في العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا.
وتأتي زيارة سانشيز بدعوة من الملك محمد السادس، بحسب ما كشف بلاغ صدر أمس عن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة.
وأفاد المصدر ذاته، أن الملك سيجري مباحثات رسمية مع رئيس الحكومة الإسبانية، كما سيقيم مأدبة إفطار على شرفه.
وبعودة الدفء إلى العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد فإن الزيارة تكتسي أهمية بالغة لمدريد خاصة من الناحية الاقتصادية.
وفي هذا الصدد يرى عبد النبي أبو العرب، المحلل الاقتصادي، أن العلاقات المغربية الإسبانية متعددة الأبعاد وشائكة، تمس كل المجالات.
وأكد أبو العرب في حديث مع اقتصادكم أن ’’ المجال الاقتصادي يأتي على رأس الأولويات بخصوص المجالات المشتركة، على اعتبار ان البلدين هما جارين، وإسبانيا هي أول شريك اقتصادي للمغرب.
وتابع المحلل الاقتصادي، أن الآفاق والإمكانات هائلة وغير مستغلة، ويتجه البلدان نحو الاندماج والتكامل الاقتصادي، على كافة المستويات لاستغلال كل الإمكانات وكل المجالات لخلق الاندماج المنشود.
ويحمل بيدرو سانشيز معه في زيارته المرتقبة غدا الكثير من الملفات الاقتصادية نقدم في اقتصادكم أهمها:
الصيد البحري
يعتبر الأسطول الإسباني اهم اسطول بحري ضمن اساطيل الاتحاد الأوروبي التي تستفيد من الثروة السمكية في المياه الإقليمية المغربية.
وتعتبر الجارة الشمالية أهم مستفيد من اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وسبق لوزير الفلاحة والصيد البحري والتغذية الإسباني، لويس بلاناس، ان اعتبر في تصريح سابق أن الدفاع عن اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي يشكل “أولوية” بالنسبة إلى بلاده.
قطاع النسيج
تعتبر الشركات الإسبانية من أهم الشركات المشغلة في هذا القطاع، وتتمركز في المدن الكبرى خاصة بالدار البيضاء والمنطقة الصناعية لطنجة.
ويوجد الكثير من شركات النسيج ضمن أزيد من 800 شركة تعمل داخل التراب الوطني.
قطاع الطاقة
مجال الطاقة هو مجال استراتيجي هام، للتعاون بين الرباط ومدريد بعد التطورات الأخيرة في أوكرانيا وما تعرفه الجزائر من إشكالات على مستوى عدم التجاوب مع احتياجات أوروبا من الغاز.
وإسبانيا قد يكون لها مصلحة في دعم أنبوب الغاز المغربي النيجيري، إضافة إلى إمكانية دعم مدريد للمغرب على مستوى الطاقات المتجددة.
المبادلات التجارية
المغرب سوق ضخم للشركات الاسبانية، إذ أن هناك حوالي 20 ألف شركة إسبانيا تصدر منتجاتها صوب المغرب.
والتكلفة اللوجستيكية وتكلفة النقل هي ضئيلة بالنسبة للشركات الإسبانية مقارنة مع أسواق أخرى، وهي مهتمة بالحصول على حصص في السوق المغربية، لأن المغرب هو سوق مهمة وقاعدة دولية وقارية نحو أفريقيا، والشركات الاسبانية مهتمة بالفرص المتاحة داخل القارة الإفريقية.
الاستثمار المتبادل
في المقابل، المغرب مهتم بالاستثمارات الاسبانية المباشرة وغير المباشرة، ومهتم بجلب العلامات، وبتوطين إسبانيا شركاتها لتساهم في المجهود الاستثماري الوطني في هذا الاتجاه وإسبانيا متأخرة نوعا ما مقارنة بفرنسا.
كما أن المغرب مهتم كذلك بإسبانيا باعتبارها بوابة نحو أوروبا. وكلما نجح في أي عملية استراتيجية تروم الاندماج مع إسبانيا، فإن ذلك سيمكنه من تطوير إمكاناته على كافة المستويات من أجل التوغل نحو السوق الأوروبية الهائلة.