اقتصادكم - نورالدين البيار
تمكن البروفيسور المغربي، عدنان الرمال من تطوير مكمل غذائي مؤخرا، خاص بالحيوانات المجترة، من شأنه التقليل من انبعاثات غاز الميثان الذي يرى العلماء أنه قد يشكل كابوسا حقيقيا لسكان الأرض.
عدنان الرمال الذي رأى النور في مدينة فاس سنة 1962، درس في الجامعة المغربية لسنتين قبل أن يلتحق بفرنسا لإكمال دراسته في تخصص "الفارماكولوجي"، تمكن في 2015 من الفوز بجائزة المبتكر الأفريقي قبل أن يظفر بعدها بسنتين، في 2017 بجائزة المبتكر الأوربي بعدما نجح في تطوير مضاد حيوي بعد 30 سنة من البحث العلمي. المضاد الحيوي تتجلى وظيفته في القضاء على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والتي يمكنها أن تفتك بجسم الإنسان، إذا ما استخدمت بطريقة عشوائية.
ابتكاره الجديد يمكن أن يسهم إلى جانب ابتكارات أخرى، في إنقاذ كوكب الأرض من الانبعاثات التي تفرزها الحيوانات المجترة خاصة الأبقار والتي تساهم بشكل كبير في الاحتباس الحراري. ووفق تقديرات العلماء فإن حيوان مجتر واحد يمكن أن يُنتج في المتوسط ما بين 250 و500 لتر من الميثان يوميا.
في هذا الحوار يتحدث الرمال لـ ’’ اقتصادكم’’، عن ابتكاره الجديد وأهميته العلمية، كما يتحدث عن إكراهات البحث العلمي، ويوجه نصيحة للشباب المغاربة الراغبين في دخول غمار البحث العلمي.
اقتصادكم: بداية حدثنا عن ابتكارك الجديد؟
هو منتج مكون من مواد طبيعية 100% يضاف للأعلاف بالنسبة للحيوانات المجترة (بقر. غنم. جمال...).
النتيجة: زيادة في كمية وجودة الحليب واللحم وينقص من الأمراض وهذا ما يبحث عنه المربيون.
وهو نتيجة 8 سنوات من البحث افضت الى 4 ابحاث دكتوراة البيطرية وكذلك بحث واحد للماستر وبحثين للدكتوراة الوطنية علوم.
اقتصادكم: كيف يمكن للابتكار أن يسهم في التقليل من الغازات الدفيئة؟
ينقص 30% من انبعاث غاز الميتان من الجهاز الهضمي للحيوانات والبقر بوجه خاص. مع العلم ان بقرة واحدة تنتج كمية من الغازات توازي ما تنتجه سيارة في 100 كلم يوميا وهي غازات تسبب الانحباس الحراري.
زيادة 100جرام في العلف اليومي للحيوانات الكبيرة او 10 جرام للحيوانات الصغيرة يؤدي إلى تحسن كبير في النمو وفي الانتاج كما يقي من الأمراض التعفنية، وهذا ينقص من استعمال المضادات الحيوية. وهكذا يستفيد المربي ويستفيد المستهلك وتستفيد البيئة. بالنسبة للبقر على الخصوص هذا المنتج ينقص 30% من انبعاث غاز الميتان الناتج من عملية التخمر التي تحصل في الجهاز الهضمي للبقر. مع العلم ان البقر تساهم بشكل لا يستهان به في انتاج الغازات المسببة للانحباس الحراري.
اقتصادكم: كيف تشكل مثل هذه الانبعاثات خطرا على كوكب الأرض؟
غاز الميتان الناتج من عملية التخمر التي تحصل في الجهاز الهضمي للبقر مثلا تساهم بشكل لا يستهان به في انتاج الغازات المسببة للانحباس الحراري.
غاز الميثان هو 25 مرة أكثر تأثيرا في الانحباس الحراري من ثاني اوكسيد الكاربون.
اقتصادكم: قبل أربع سنوات فزت بجائزة المبتكر الأوربي عن ابتكاره لمضاد حيوي يقضي على البكتيريا المقاومة، ما الفرق بين الابتكارين؟
الابتكار الذي حصلت به على جائزة المبتكر الأوروبي، هو دواء للإنسان لمعالجة المرضى المصابين بتعفنات سببها بكتيريا مقاومة.
اما هذا الابتكار فينقص من استعمال المضادات الحيوية في تربية المواشي وهذا سيؤدي الى تقليص امكانية انتقال البكتريا المقاومة من الماشية الى الانسان عن طريق التغذية.
اقتصادكم: هل تواصلت معك جهة ما بخصوص هذا الابتكار؟
هناك اهتمام من طرف بعض الشركات المغربية وكذلك شركات عالمية من اجل استعمال او تسويق هذا المنتج على المستوى المغربي والدولي.
إضافة إلى عروض تلقيتها من شركات مهتمة بتسويقه في دول مختلفة.
اقتصادكم: ماذا عن التسويق؟
هذا المنتج حاصل على الأذن بالتسويق من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية ’’ اونسا’’. وهو يصنع ويوزع من طرف شركة اسستها في المغرب وكذلك يصدر الى الخارج.
اقتصادكم: أعلم أنك تشتغل رفقة طلبتك في مختبر الجامعة بفاس، ما هي العقبات التي واجهتك خلال عملية البحث والابتكار؟
كلما تكلمنا عن البحث العلمي الجامعي نتكلم على العقبات، والحقيقة ان العقبات شيء لا بد منه في جميع المبادرات الانسانية في جميع الدول سواء كانت غنية او فقيرة.
بالنسبة للمغرب اهم عقبة هي في نظري غياب ثقافة البحث والابتكار من مناهج التعليم من الابتدائي الى التعليم العالي. وكذلك غياب هذه الثقافة عند الشركات الصناعية التي لا تقدر أهمية البحث والابتكار وبالتالي لا تتوجه للباحثين لتطلب منهم ايجاد حلول للمشاكل التي يحتاجون إلى حلول لها.
اقتصادكم: ما هي نصيحتك للشباب العاشق للعلم والبحث العلمي الراغب في دخول المجال؟
لا يكفي ان يكون الشباب عاشقا للعلم والبحث العلمي والابتكار، يجب ان يستغلوا سهولة الحصول على المعلومات التي يوفرها الانترنت كي يتعرفوا على الأبحاث والابتكارات القديمة والحديثة مع الاطلاع على تفاصيلها. هكذا ستتكون عندهم ثقافة البحث والابتكار وهكذا يستطيعون بدورهم البحث عن حلول للمشاكل التي يعاني منها محيطهم الاجتماعي والاقتصادي.