اقتصادكم
كشفت معطيات جديدة عن أنه خلال بداية السنة الجارية دخلت إلى الأنترنيت شهرياً، 3 تريليون دقيقة من محتوى الفيديو، إذ يعني 1.1 مليون دقيقة من الفيديو يتم بثها أو تنزيلها كل ثانية، وذلك لأن الفيديو يعد وسيطاً ترفيهياً سهل المتابعة وأكثر جاذبية ولديه القدرة على بناء اتصال قوي مع المشاهدين.
وعلى هذا النحو، أوضحت آنا جيرمانوس، رئيسة السلع الاستهلاكية، وقطاع التجزئة والتجارة الإلكترونية لدى "ميتا" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن مقاطع الفيديو أصبحت جزءًا أساسياً من استراتيجيات التسويق الحديثة، والأهم من ذلك، أن الناس هم من يطلبون منها بناء العلاقات التجارية، وكذلك لاكتشاف علامات تجارية جديدة، وهذا ينطبق وبشكل كبير على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ الشريحة الأكبر من السكان هم من فئة الشباب، الذين يقودون مشهد استخدام تقنيات الهاتف المتحرك والتطبيقات الذكية والتواصل الرقمي، مما يجعل المنطقة واحدة من أفضل الأسواق للتسويق من خلال مقاطع الفيديو على مستوى العالم.
وقد انخفض في نفس الوقت، متوسط مدى انتباه المشاهد على مر السنين، إذ قال بعض الخبراء إن مدى الانتباه الآن يصل إلى أقل من 10 ثوانٍ، وذلك نظرًا للكم الهائل من المعلومات التي تتنافس باستمرار على جذب انتباهه، ولا يقتصر الأمر على صعوبة الحفاظ على تفاعل المشاهد، بل أصبح من الصعب الآن أيضًا الحفاظ على ولائه، إذ أدت القيود التي فرضت بسبب الجائحة إلى زيادة رغبة الأشخاص في تجربة علامات تجارية جديدة.
ومع ذلك، فمن الممكن أن يمثّل هذا المشهد المتغير باستمرار تحديات لخطط التسويق الخاصة بالشركات والأعمال التجارية، إلا أن الشركات التي تتمتع بروح الابتكار فسنجدها تستثمر في هذا التوجه، ولديها القدرة على الاستفادة من القيمة التسويقية من مقاطع الفيديو القصيرة التي يتم إبداعها باستخدام " Reels " على سبيل المثال، إذ يستعينون بها كأداة لجذب الانتباه وبناء وتوسيع قاعدة عملائهم وإبراز علامتهم التجارية في سوق أصبح يزداد تنافسية وتشبعاً.
وتعد " Reels " اليوم أكبر محرك لتنمية التفاعل على انستغرام، إذ تقدم أفضل طريقة لإحداث الاختراق وتعزيز الحضور ولفت الانتباه من خلال مقطع قصير، وذلك بما ينعكس على تنمية الأعمال من خلال التواصل الهادف والدائم مع العملاء، وتشكل " Reels " فعلياً أكثر من 20% من الوقت الذي يقضيه الأشخاص على انستغرام، مقارنة بنفس الوقت من العام الماضي، وقد وجدنا أن المستخدمين يفضلون بنسبة تفوق 13% استخدام " Reels " على انستغرام للتعرف على العلامات التجارية أو لاكتشاف علامات تجارية جديدة.
ومن هنا، تعد " Reels " طريقة رائعة لتنمية قاعدة العملاء من الشباب والتواصل مع جيل ما بعد الألفية، وتطوير علاقات أكثر أصالة مع العملاء، وفي الواقع فإن التفاعل مع المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 سنة من خلال " Reels " من الممكن أن يصل إلى ضعف معدل التفاعل العادي. كما يمكن لـ " Reels "أيضاً أن تساعد على تنمية أعمالكم، إذ لا تسهم " Reels " بشكل تدريجي في بناء العلامات التجارية واكتشافها وحسب، بل تسهم أيضًا في رفع نسبة المبيعات، وقد وجدت شركة "سيفورا" لمستحضرات التجميل أن إضافة " Reels " إلى مزيج مقاطع الفيديو التسويقية الخاصة بها، قد ساهم في زيادة حضور العلامة التجارية من خلال إمكانية استدعاء الإعلان ورفع الوعي بالعلامة التجارية وتفضيلها، وقد سجل تطبيق "جوّي" من الاتصالات السعودية "اس تي سي"، تكلفة أقل بنسبة 67% لكل عملية شراء من خلال إعلانات " Reels " على منصة انستغرام.