اقتصادكم
تعتبر النجاعة الطاقية لمراكز البيانات أو المعطيات الكبرى "Data center"، التي تستخدمها المقاولات والإدارات لتنظيم ومعالجة وتخزين كميات كبيرة من البيانات والمعطيات، الرهان الجديد لأداء هذه التكنولوجيا التي تعد ضرورية بالرغم من استهلاكها المفرط للطاقة.
وضمن هذا النهج تعتمد مقاولات وإدارات الغد بشكل كبير على التطبيقات والخدمات والبيانات الموجودة في مراكز المعطيات، مما يجعلها جزء أساسيا لا محيد عنه في أنشطتها اليومية.
في هذا الصدد، أبرز فوزي بوطالب الجوطي، مدير الحلول الطاقية بمقاولة عالمية كبيرة تقدم حلولا في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أن كل مقاولة أو صناعة أو إدارة، تحتاج لمراكز بيانات تختزنها معدات تكنولوجيا المعلومات، مشيرا إلى أن هذا الجهاز المرقمن يكون مرتبطا بشبكات للاتصالات أو شبكات الولوج التي تكتسي أهمية كبيرة.
وقال الجوطي، "إن الحرص على التوفر على مراكز بيانات آمنة يبرز أهمية هذه البيانات والمعطيات التي ستسمح للخوادم "serveurs" والوسائل التكنولوجية بالاشتغال ضمن درجة حرارة ورطوبة معينة ومحددة".
وأوضح الجوطي، المتخصص في البيئة وإنشاء مراكز البيانات، أن مسألة مركز البيانات والنجاعة الطاقية تطرح بشكل حاد، ما دامت هذه التكنولوجيا الأساسية كثيفة الاستهلاك من حيث الطاقة، مضيفا أن الاستهلاك الإجمالي لمراكز البيانات ارتفع بنسبة 3% على المستوى العالمي، وسترتفع هذه النسبة إلى 13% في أفق عام 2030.
وأكد أن الأمر يتعلق بصناعة تتميز باستهلاك مفرط للطاقة، لذلك فإن العالم بأسره بصدد البحث عن حلول مبتكرة تمكن من تقليل استهلاك الطاقة بالنسبة لمراكز البيانات.
وأبرز أن الحلول المبتكرة ستغطي الجانب المتعلق بالدقة في تكييف الهواء، والذي يمثل 70% من استهلاك مراكز البيانات النموذجية.
وحسب الجوطي، فإنه على مستوى مجال تكييف الهواء تحديدا، يعد الحل المتوفر في الوقت الحالي هو استخدام الهواء الخارجي والهواء المحيط من أجل تكييف مركز البيانات (التبريد المجاني / Free Cooling).
فطريقة التبريد المجانية، يضيف، تقتضي استخدام فرق درجة الحرارة بين الجزء الداخلي والخارجي للبنية التحتية لتزويد نظام التبريد.
في هذا السياق اعتبر الجوطي أنه في بيئة تقل فيها درجة الحرارة عن 24 درجة لبضع ساعات من اليوم، يتم اللجوء إلى استخدام جزء من هذا الهواء لتكييف مراكز البيانات مجانا بدلا من استخدام حلول ميكانيكية.
وأشار إلى أن هذه التقنية تستخدم في عدة مدن بالمغرب باستثناء بعض المدن المطبوعة بحرارة شديدة، مشيرا إلى أنه في المدن المطلة على السواحل تسجل درجة الحرارة في المساء أقل من 24 درجة وقد تصل خلال فترة معينة من العام من 5 إلى 19 أو 20 درجة.
وفيما يخص درجة الحرارة، أكد الجوطي، أن هناك طريقة لاستخدام 10 إلى 100 بالمائة من التبريد المجاني على مستوى مراكز البيانات هذه.
وتجدر الإشارة إلى أن الحلول الرقمية التي لها صلة بمراكز البيانات، ستساهم بدون شك في بلوغ النجاعة الطاقية، بينما يظل الرهان الرئيسي هو استخدام الابتكار والذكاء الاصطناعي لإيجاد حلول صديقة للبيئة.