اقتصادكم - نهاد بجاج
شهد قطاع السياحة في المغرب إنجازًا تاريخيًا باستقباله 15.9 مليون سائح حتى نهاية نونبر 2024، وهو رقم قياسي يعكس النمو الكبير لهذا القطاع الحيوي في الاقتصاد الوطني، بزيادة بلغت 20% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، إذ يُعد هذا الإنجاز دليلًا واضحًا على نجاح السياسات والاستراتيجيات المعتمدة لتطوير السياحة وتعزيز جاذبية الوجهات المغربية.
ارتفاع أعداد السياح الأجانب ساهم بشكل كبير في تحقيق هذا النمو، حيث سجل زيادة بنسبة 23%، ما أضاف حوالي 1.5 مليون زائر إضافي مقارنة بسنة 2023. يعكس هذا الارتفاع نجاح الجهود الترويجية التي استهدفت الأسواق الدولية، وتوسيع خطوط الطيران، وتحسين البنية التحتية السياحية.
كما أن إقبال المغاربة المقيمين بالخارج شهد نموًا بنسبة 17%، أي ما يعادل 1.1 مليون زائر إضافي، ما يعكس تحسين خدمات النقل وملاءمة العروض السياحية لتطلعات الجالية المغربية. أما شهر نونبر 2024 فكان استثنائيًا باستقبال 1.3 مليون سائح، محققًا نموًا بنسبة 31% مقارنة بنونبر 2023، وهو ما يبرز دينامية القطاع السياحي المستمرة.
ساهمت خارطة طريق السياحة التي أطلقتها الحكومة في تحقيق هذا النمو الكبير من خلال التركيز على تنويع الأسواق المستهدفة وتعزيز الترويج السياحي في أسواق جديدة، وتحسين البنية التحتية عبر تطوير الفنادق والمرافق السياحية ورفع مستوى جودة الخدمات، وتعزيز النقل الجوي بتوسيع شبكة الطيران وربط المغرب بمزيد من الوجهات العالمية، إضافة إلى دعم السياحة الداخلية عبر تشجيع المغاربة والمقيمين على استكشاف مختلف مناطق المملكة.
يمثل هذا النمو القياسي في عدد السياح دفعة قوية للاقتصاد الوطني، إذ يساهم قطاع السياحة بشكل مباشر في إحداث فرص العمل وتعزيز العائدات من العملة الصعبة، كما أن زيادة الإقبال السياحي تعزز من نشاط القطاعات المرتبطة مثل النقل، والصناعة التقليدية.
كما أشارت وزيرة السياحة، فاطمة الزهراء عمور، فإن تحقيق هذا الإنجاز يمثل خطوة هامة نحو جعل المغرب ضمن أفضل 15 وجهة سياحية في العالم، ولتحقيق هذا الهدف، يجب الاستمرار في الابتكار عبر تطوير عروض سياحية مبتكرة تلبي تطلعات السياح، تبني ممارسات سياحية مستدامة تحافظ على البيئة والتراث الثقافي، وتعزيز التنافسية من خلال الاستثمار في التكنولوجيا والتسويق الرقمي لتحسين تجربة السائح.
يُظهر الأداء القياسي لقطاع السياحة في المغرب أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية. هذا النجاح ليس فقط دليلًا على جاذبية المغرب وتنوعه الثقافي والجغرافي، بل هو أيضًا نتيجة للجهود المتكاملة بين الحكومة والقطاع الخاص لتحسين الخدمات واستقطاب المزيد من الزوار، مع الاستمرار في تنفيذ الاستراتيجيات الطموحة، يبدو المستقبل مشرقًا للسياحة المغربية.