قرار مجلس الأمن يؤكد حقوق المغرب ويفتح باب الحوار الإقليمي

التحليل والرأي - 01-11-2025

قرار مجلس الأمن يؤكد حقوق المغرب ويفتح باب الحوار الإقليمي

اقتصادكم - أسامة الداودي

 

أعلن الملك محمد السادس عن تحيين مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، وتقديم تفاصيلها للأمم المتحدة بعد تصويت مجلس الأمن لصالح هذا المخطط. 

وأكد الملك محمد السادس في خطاب رسمي بمناسبة قرار مجلس الأمن، الجمعة، أن المبادرة ستكون الأساس الوحيد للتفاوض، مؤكدا أنها حل عملي يحمي الحقوق المغربية ويضع حدًا للنزاع.

وفي هذا السياق، أوضح الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية، حسن بلوان، أن ما ورد في الخطاب الملكي حول تحيين مبادرة الحكم الذاتي يركز على تفاصيل الصلاحيات المخولة لجهة الحكم الذاتي، لا سيما فيما يتعلق بالحكومة والبرلمان وباقي الإدارات المرتبطة بالأقاليم الجنوبية. 

وأكد حسن بلوان، في تصريح لجريدة "اقتصادكم"، أن هذا التحيين لا يمس جوهر المبادرة، ولا يمس بأي شكل من الأشكال السيادة المغربية الثابتة التي أكّد عليها مجلس الأمن الدولي.

وتابع بلوان قائلاً "إن الحكم الذاتي يتيح لسكان الأقاليم الجنوبية إدارة شؤونهم بأنفسهم ضمن إطار السيادة المغربية الراسخة، كما أنه يفتح المجال أمام أبناء المملكة المحتجزين ظلماً في المخيمات، في قضية خاسرة وصلت إلى طريق مسدود، وقد شهد العالم خلالها بحقوق المغرب التاريخية والقانونية والمشروعة" على حد قوله.

وواصل أن هذه المبادرة الملكية تعكس رؤية شاملة للحق والعدالة، مع الحفاظ على وحدة البلاد وأمنها الإقليمي.

وأبرز الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية أن التصويت الأخير لمجلس الأمن يشكل لحظة فارقة في مسار القضية الوطنية، إذ انتظرها المغاربة منذ عام 2007، عندما قدمت المملكة المغربية مخطط الحكم الذاتي بحسن نية، كمشروع واقعي وجدي، وذو مصداقية عالية، يمثل حلا مناسبًا لجميع الأطراف، دون أن يكون هناك غالب أو مغلوب، ويعكس التزام المغرب بالحلول السلمية والدبلوماسية.

وأضاف بلوان أن الملك محمد السادس خصص في خطابه مساحة واسعة لتأكيد سياسة اليد الممدودة، موجهًا رسالة مباشرة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من أجل فتح حوار بناء بين البلدين يعود بالنفع على الشعبين المغربي والجزائري، وعلى المنطقة المغاربية ككل، مؤكدًا أن الانفتاح والدبلوماسية الهادئة هما الطريق الأمثل لطي صفحة هذا النزاع المفتعل.

واختتم حسن بلوان تصريحاته بالإشارة إلى أن خطاب الملك يعكس حكمة القيادة المغربية التي تربط الانتصار الدبلوماسي بالسياسة الحكيمة، لا بالاستقواء، مؤكداً أن الحل الحقيقي للنزاع المفتعل يكمن اليوم في يد الجزائر، وأن المغرب يظل منفتحاً على الحوار البناء والجاد ضمن إطار السيادة وحسن الجوار.