اقتصادكم
تناسلت الزيادات في تعريفة وتكاليف الشحن البحري التجارية من قبل المجموعات التي تنشط في الموانئ المغربية منذ منتصف دجنبر الماضي، خصوصا التي تسير رحلات بين المتوسط والصين، الأمر الذي طرح أكثر من تساؤل حول تأثير ارتفاع تكاليف الشحن على أسعار السلع الصينية المستوردة، المسوقة في المغرب، والتي تعرف طلبا كبيرا بسبب انخفاض قيمتها مقارنة مع منافسيها.
ونتيجة لتكاليف زيادة المسافات لتجنب مضيق باب المندب في البحر الأحمر، زادت بشكل طبيعي أسعار شركات النقل البحري، لينتج عن ذلك زيادة في أسعار الشحن البحري بين الصين والمغرب تراوحت قيمتها بين 60% و100% منذ منتصف دجنبر، وهو ارتفاع قد يستمر ويتسارع في الأسابيع القادمة.
وارتفعت أسعار الشحن البحري بشكل كبير، حوالي شهرين بعد بدء هجمات الحوثيين في اليمن على سفن الحاويات التي تحاول المرور عبر مضيق باب المندب، الذي يربط خليج عدن بالبحر الأحمر. وبلا مفاجأة، لم يسلم التجار المغاربة من هذا التأثير.
وأفادت مصادر ارتفاع تكلفة نقل حاوية بحجم 20 قدمًا بين المغرب والصين من 1450 دولار إلى 2800 دولار، أي زيادة بنسبة 93%، وهي الأسعار السارية على الأقل حتى 14 يناير 2024، موضحة أن ست شركات نقل بحري عالمية كبرى. يتعلق الأمر بـ"ميرسك" الدنماركية و"س إم أ س جي إم" الفرنسية، "هاباج لويد" الألمانية، وإم إس سي" الإيطالية-السويسرية، وHMM الكورية، و"إيفرجرين" التايوانية، أعلنت في بداية دجمبر تعليق مرور سفنها عبر باب المندب حتى إشعار آخر، وهو مضيق يشكل ممرًا لنقل 12% من التجارة البحرية العالمية.
ويمر الطريق البديل الآن عبر الرأس الأفريقي، قبالة سواحل جنوب أفريقيا، مما يمدد أجل الرحلة بين آسيا وأوربا من 7 أيام إلى 14 يومًا، مما يزيد بالتالي من تكاليف اللوجستيك وأسعار شركات النقل.