وضعية السدود تنذر بأزمة في الصيف

التحليل والرأي - 06-05-2023

وضعية السدود تنذر بأزمة في الصيف

اقتصادكم

 

تدهورت وضعية السدود خلال الأسابيع الأخيرة، مع انخفاض يومي في مستوى الملء، وهو أقل من السنة الماضية. ويثير هذا الوضع في الوقت نفسه، مخاوف من حدوث أزمة مياه خلال موسم الصيف المقبل، خاصة مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة.

وبحسب أرقام المديرية العامة لهندسة المياه التابعة لوزارة التجهيز والماء، فقد ارتفع المخزون المائي للسدود المغربية من 5579 مليون متر مكعب في بداية أبريل 2023. إلى 5429.1 مليون متر مكعب مسجل حتى 20 أبريل.

ورغم أن معدل الإشغال الإجمالي في المملكة قد تجاوز المعدل المسجل في التاريخ نفسه من السنة الماضية (34.6% مقابل 33.4%) ، إلا أنه انخفض حتى يوم أمس، حيث وصل إلى أدنى مستوى له مقارنة بالسنة الماضية (33.7% مقابل 34.3%).

ويتوقع خبراء استمرار هذا التراجع في احتياطيات التخزين في السدود، بسبب انخفاض هطول الأمطار على التراب الوطني في الشهرين الماضيين، إلى جانب زيادة مستمرة في درجات الحرارة لتصل إلى 40 درجة في بعض المناطق، بحسب المديرية العامة للأرصاد الجوية.

وتعليقًا على هذه الأرقام، حذر محمد الرحماني، مهندس ماء وبنية تحتية، من هذا الوضع "المقلق". وأشار إلى أن هذه الأرقام تعكس حالة "كارثية" يمكن ملاحظتها بالعين المجردة أثناء مرور بعض سدود المملكة المتناثرة.

وبذلك أعرب الرحماني في اتصال مع "اقتصادكم"، عن قلقه من قلة هطول الأمطار خلال شهر أبريل ثم بداية ماي الحالي، مؤكدًا أن "أخطر ما في هذا الوضع هو أنه بالتوازي مع فقدان ملايين الأمتار المكعبة من المياه بسبب السدود يوميًا، نواصل استنفاد مخزوننا الاستراتيجي من المياه الجوفية".

وفي مواجهة هذا الوضع، أشار عالم البيئة إلى الحاجة إلى خطة طوارئ لإدارة المياه الجوفية المتبقية، والتي يعتبرها "شريان حياتنا في المستقبل"، داعياً بهذا المعنى إلى منع كبار المزارعين الذين يستنفدون هذا المورد عن طريق حفر آبار غير شرعية للمياه. المنتجات المعدة أساسًا للتصدير، مع مطالبة الحكومة بحظر هذه الممارسات وعدم دعمها.

ومن الملح اتخاذ تدابير ملموسة للتعامل مع أزمة المياه في المغرب، سيما من خلال إدارة موارد المياه الجوفية بطريقة مسؤولة وتجنب أي استغلال تعسفي.