اقتصادكم ـ شعيب لفريخ
أكد وزير التجهيز والماء نزار بركة، في تصريحه مؤخرا أمام مجلس النواب، "أن وضعية الموارد المائية مقلقة، إذ انخفضت بنسبة تصل إلى أقل من 84 في المائة مقارنة مع سنة عادية، وأن نسبة ملء السدود وصلت لحدود اللحظة إلى 33.7 %، والجفاف انعكس سلبا على السكان من حيث التزود بالماء وعلى القطاع الفلاحي، بحيث إن حصيلة الموسم الفلاحي في مستوى أقل من المتوسط السنوي."
معطيات يؤكدها الواقع، من خلال انقطاع أو اضطراب التزويد بالماء الصالح للشرب في بعض المناطق ببلادنا، وبروز مشاكل الهجرة وظهور احتجاجات اجتماعية، كما أن المناطق القروية أصبحت منذ أواخر شهر أبريل وماي تعاني من الآثار الحادة للجفاف، التي كانت الأمطار الأخيرة قد خففت من حدتها، لكنها تظهر الآن بشكل بارز، سواء في شمال المغرب أو شرقه أووسطه، أو جنوبه.
فعلى مستوى جنوب المغرب، ظهرت حدة آثار الجفاف بشكل قوي، حيث العديد من واحات إقليم طاطا أصبحت مهددة بسبب الجفاف الذي يضرب المنطقة، وهو ما يهدد معه مصدر عيش الكثير من السكان المحليين.
وبإقليم تنغير، قام العشرات من سكان قصور ايت سعدان، واكديم، وتازكزاوت، وخطارة اعشيش، واسدام، بالجماعة الترابية حصيا دائرة ألنيف، بمسيرة احتجاجية مشياً على الأقدام نحو مقر عمالة زاكورة للمطالبة بإنقاد السكان من العطش.
وبالمناطق الجنوبية، بالسمارة، التي لم تعرف تساقطات مطرية منذ 4 سنوات، بدء نفوق عدد كبير من الإبل والمواشي، بسبب غياب الكلأ والماء.
وبجهة درعة تافيلالت، أصبحت العديد من المناطق مهددة بالعطش، عقب انخفاض منسوب المياه في السدود، وتسجيل انخفاض خطير في الفرشة المائية والآبار المستغلة، وظهور هجرة نحو بعض الجهات وسط وشمال المغرب.
وبشمال المغرب بمنطقة تاونات، خاصة سكان دوار عين مرشوش بجماعة بوعروس، الذين أصبحوا يعانون من نقص الماء الصالح للشرب.
هذه بعض الأمثلة المحدودة، عن بروز الآثار الحادة للجفاف، والتي من المتوقع أن ستستمر على امتداد فصل الصيف والخريف، وما سيترتب عنها من آثار اجتماعية سيئة، في حالة عدم اتخاذ التدابير الاستعجالية اللازمة، وعدم تفعيل التدابير السابقة بشأن الجفاف، الشيء الذي تطرح بشأنه عدة علامات استفهام