البورصة: زيادة الاستثمار الفردي تعكس تغيراً في توجه الشباب ودعوات لإدراج الأندية المغربية

البورصة - 22-02-2025

البورصة: زيادة الاستثمار الفردي تعكس تغيراً في توجه الشباب ودعوات لإدراج الأندية المغربية

اقتصادكم - سعد مفكير

 

أظهرت المعطيات المتعلقة بالمستثمرين النشطين في السوق المركزية لبورصة الدار البيضاء اتجاهاً واضحاً يتمثل في زيادة ملحوظة في عدد الأفراد والشباب الذين أصبحوا يشكلون قوة مؤثرة بشكل متزايد في سوق الرساميل، حيث كشفت الإحصائيات التي نشرتها الهيئة المغربية لسوق الرساميل في العدد الحادي عشر من مجلة سوق رأس المال نهاية العام الماضي، ارتفاع حصة المستثمرين الأفراد المغاربة في حجم التداول في السوق المركزية من 11% في الربع الثاني من عام 2023 إلى 27% في الربع الثاني من عام 2024، مما يعكس زيادة قدرها 16 نقطة مئوية خلال عام واحد فقط، وهو اهتمام متجدد من قبل هذه الفئة بسوق الأسهم. 

تغييرات هيكلية 

وكانت بورصة الدار البيضاء، إلى غاية وقت قريب، حكراً على نخبة من المؤسسات المالية، وكانت تعتبر محصورة ضمن دائرة ضيقة لكنها تشهد اليوم تحولا نموذجيا، حيث أن هذه النظرة بدأت تتغير بشكل جذري في السنوات الأخيرة. وشهدت العديد من الاكتتابات العامة الأولية، مثل اكتتاب "أكديطال" و"TGCC " و"CFG BANK"، إقبالاً كبيراً من هذه الفئة الجديدة من المستثمرين، وهو ما يعكس هذه الديناميكية.

هذه الظاهرة ازدادت بشكل كبير بعد جائحة كوفيد-19، وهي نتيجة تدابير عملية تهدف إلى دمقرطة السوق، وزيادة الاهتمام بالفرص الاستثمارية الوطنية في وقت أصبح فيه الاقتصاد المغربي يحقق تقدما أكبر على المستوى الدولي.

وسبق لياسين أبارون، المكلف بتطوير السوق ببورصة الدار البيضاء، أن أكد أن "البورصة أصبحت تُعتبر بشكل متزايد خياراً موثوقاً للاستثمار من قبل الشباب والمستثمرين الجدد." ويعكس هذا الاهتمام الرغبة المتزايدة في إزالة الحواجز التي كانت تمنع جزءاً من المواطنين من دخول هذا القطاع.

وأضاف، في حديث مع "اقتصادكم":" في بعض الأحيان يبدو أن سوق الأوراق المالية لا يزال غامضا بالنسبة لبعض الأشخاص، نحن نحاول تغيير فكرة أن الاستثمار في سوق الرساميل ليس هو رد الفعل الأول لدى المغاربة، لكن هناك بعض الاكتتابات العامة الأولية التي حققت نجاحًا كبيرًا مع معدلات اكتتاب زائدة غير مسبوقة ومنها عملية Crédit du Maroc التي كانت ناجحة جدًا".

وترى الخبيرة في سوق الرساميل، آلاء لطفي، في تحليلها لهذه الظاهرة لموقع "اقتصادكم"، أن بورصة الدار البيضاء شهدت تحولا هيكليا، انعكس مباشرة على زيادة دخول المستثمرين الأفراد، خاصة الشباب، الذين لم يكونوا حاضرين كثيرا في السابق مع هيمنة الشركات الكبرى والمؤسسات المالية بسبب عدة عوائق. 

واعتبرت المتحدثة ذاتها أنه في السابق، كان الناس ينظرون إلى سوق الأوراق المالية كمجال معقد ومحفوف بالمخاطر، خاصة مع محدودية الوصول إلى المعلومات، ويعتقد الكثيرون أن الاستثمار فيه يحتاج إلى رأس مال كبير.

زيادة الوعي وتنويع المنتجات

واليوم بفضل التحول الرقمي، تضيف لطفي، ومبادرات التكوين والتوعية من خلال الأيام المفتوحة التي تنظمها بورصة الدار البيضاء، أصبح الموضوع واضحا، حيث لعب رفع مستوى الوعي بين جميع الفئات العمرية وتنويع المنتجات لتكون أقرب إلى اهتمامات الشباب دورا كبيرا، خاصة أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يريدون الاستثمار ولكنهم لا يفهمون كيفية إدارة المحافظ الاستثمارية. وأشارت إلى أن اهتمام الشباب بالاستقلال المالي وتنويع الدخل خارج الاستثمارات التقليدية، ساهم بشكل كبير في هذه الدينامية.

مقترحات لضمان سوق ديناميكية

لكنها أكدت أنه لا تزال هناك تحديات يجب التغلب عليها، مع تقلبات السوق وتقلبات عزيمة المستثمرين، ولذلك اقترحت الخبيرة، في حديثها مع موقع "اقتصادكم"، تكييف اللوائح لتشجيع الناس وضمان سوق ديناميكية ومرنة لهم من خلال التفكير أيضًا في تقديم منتجات مالية مثل السندات الرياضية أو صناديق الاستثمار المرتبطة بالرياضة (في الفترة التي تسبق كأس العالم 2030)، وخاصة الأندية المغربية (غير المدرجة في البورصة) حيث ستكون هذه فرصة لهم أيضًا لتعزيز سوق الأسهم المغربية وتشجيع الشباب على الاستثمار في أنديتهم المفضلة.