اقتصادكم-حنان الزيتوني
يشهد قطاع الإشهار في المغرب طفرة غير مسبوقة، مدفوعة بزخم التحول الرقمي وتغير عميق في سلوك المستهلكين، إذ يعيد هذا الواقع الجديد رسم ملامح السوق الإعلانية، ويدفع الوكالات والمعلنين إلى ابتكار استراتيجيات أكثر مرونة وجرأة لمواكبة العصر الرقمي، ومع تسارع هذا التحول، تتجلى أمام المغرب فرصة واعدة لتعزيز موقعه التنافسي إقليميا وفتح آفاق أوسع أمام صناعة الإشهار الوطنية.
وفي هذا السياق، قال حسن الرويسي، رئيس اتحاد وكالات الاستشارة في الاتصال، في تصريح لموقع "اقتصادكم"، إن المغرب أصبح يشهد دينامية متزايدة في مجال الإعلانات، مشيرا إلى أن الانتقال نحو المنصات الرقمية والتقنيات الحديثة يخلق تحديات وفرصا في الوقت ذاته.
وأضاف الرويسي: "من الضروري أن يواكب القطاع التطورات العالمية في الإعلان، مع التركيز على الابتكار واستخدام البيانات بطريقة فعالة للوصول إلى الجمهور بشكل أفضل".
ويبرز اليوم توجه متنام لدى الوكالات الإشهارية المغربية نحو تنويع خدماتها، حسب الخبراء بالانتقال من أساليب الإعلان التقليدي إلى استراتيجيات التسويق الرقمي المتقدمة، التي تعتمد على تحليلات دقيقة لسلوك المستهلكين، ويرى خبراء المجال أن هذا التحول لا يسهم فقط في تحسين الأداء التجاري للمعلنين، بل يساهم أيضاً في تطوير مهارات العاملين وتعزيز روح الابتكار داخل السوق الوطنية.
وأكد الرويسي، أن التعاون الدولي يمثل عاملا حاسما في تطوير القطاع، من خلال تبادل الخبرات والتقنيات، واستقطاب أفضل الممارسات الأوروبية لتطبيقها في السوق المغربية، مع مراعاة الخصوصيات المحلية، واعتبر أن المغرب يمتلك إمكانات كبيرة ليصبح مركزا إقليميا للإعلان، بفضل نمو السوق، وتطور البنية التحتية الرقمية، وظهور وكالات مبتكرة قادرة على المنافسة دوليا.
ويمكن القول وفق المتحدث أن الإعلانات بالمغرب لم تعد مجرد وسيلة للترويج التجاري، بل أصبحت أداة استراتيجية تجمع بين الإبداع والتقنية، وتفتح آفاقا جديدة للنمو الاقتصادي وفرص الشراكة الدولية، ما يجعل القطاع في قلب التحولات الاقتصادية والإعلامية بالمملكة.