اقتصادكم - أسامة الداودي
قدمت Red Med Capital رؤية شاملة حول تنويع أدوات الاستثمار وربط الادخار بالمشاريع الإنتاجية، في وقت يعيش فيه المغرب نقلة نوعية في أنماط التمويل وتوجيه رؤوس الأموال نحو قطاعات أكثر مردودية واستقرارًا.
وأكد خليل اليماني، نائب رئيس Red Med Capital، أن المجموعة باتت تغطي، عبر فروعها المتعددة، مختلف أنشطة الاستثمار والادخار المباشر، موضحا أن فرع المالية المؤسسية (Corporate Finance) يواكب المقاولات في عملياتها المالية الاستراتيجية، من إعادة الهيكلة إلى التطوير ونقل الملكية، مع توفير حلول استثمارية تتلاءم مع مختلف درجات المخاطر، تشمل المنتجات النقدية والملزمة والمتنوعة والأسهم.
وأبرز خليل اليماني، في الندوة الافتتاحية على هامش معرض الادخار الذي تنضمه جريدة Finance News Hebdo، والتي خصصت لمناقشة الاستثمارات البديلة، وخاصة الاستثمار العقاري والـPrivate Equity، أن دور نشاط الاستثمار في الأصول غير المدرجة، باعتباره أداة فعالة لمواكبة المقاولات في مراحل تحولها ونموها، إلى جانب نشاط الوساطة في البورصة الذي يسهم في دمقرطة الولوج إلى السوق وتوجيه الادخار نحو الاقتصاد المنتج، إلى جانب فرع العقار الذي يمثل أحد روافد الاستثمار البديل داخل المجموعة.
ومن جانبه، قدّم المدير العام لـ Red Med Real Estate، توفيق السولامي، قراءة مفصلة في آليات الاستثمار العقاري المهيكل، مشددا على أن دور الذراع العقارية للمجموعة في تنظيم المشاريع العقارية عبر هيكلة SPV و Club Deals وتطوير المشاريع وإدارة الأصول، فضلًا عن تقديم الاستشارات في تدبير الثروات وتقييم العقارات.
وأكد توفيق السولامي أن الهدف الأساسي هو ربط ادخار المستثمرين بالاقتصاد الحقيقي عبر مشاريع عقارية منظمة.
وانتقل بعد ذلك إلى توضيح مفهوم العقار الجماعي (Immobilier collectif) باعتباره أصلا استثماريًا قويا يُتيح عوائد تفوق تلك التي توفرها الودائع البنكية أو السندات، والتي تتراوح عادة بين 6% و9%، وقد تصل معدلات العائد الداخلي للتطوير إلى ما بين 14% و20%، اعتمادًا على استقرار مداخيل الكراء وطبيعة الأصول الملموسة التي تمنح رؤية واضحة على التدفقات المستقبلية.
وأشار المتحدث ذاته إلى وجود ثلاث آليات رئيسية للاستثمار الجماعي، إذ تتمثل الأولى في الـSPV التي تجمع مستثمرين متعددين داخل كيان قانوني واحد موجّه لمشروع محدد بعوائد تتراوح بين 8% و12% وتذاكر دخول متوسطة.
بينما تتجلى الثانية في الـClub Deals التي تضم مجموعة صغيرة من المستثمرين (5 إلى 15) لاقتناء أصول عقارية جاهزة أو مدرّة للدخل.
دون إهمال صناديق التوظيف الجماعي للتسنيد OPCI الخاضعة لإشراف هيئة سوق الرساميل، وتُتيح محافظ عقارية متنوّعة.
ولفت السولامي إلى خمس مزايا رئيسية تجعل العقار الجماعي خيارًا جذابا، إمكانية الولوج بمبالغ معقولة، تنويع المخاطر، إدارة احترافية، سيولة أفضل من الملكية المباشرة، إضافة إلى شفافية أكبر للمستثمرين.
أما محمد ناصت، الشريك المدير في Red Med Private Equity، فقد أكد أن صناديق الاستثمار تعتمد إستراتيجيات دقيقة تتجاوز البعد المالي نحو تحليل دينامية السوق.
وأوضح أن إستراتيجية الصندوق الذي يديره ترتكز على رهان صعود الطبقة المتوسطة المغربية، باعتبارها محركا أساسيًا للطلب والاستهلاك، ما يجعل قطاعات مثل الصناعات الكبرى، الصحة، التعليم، والسلع الاستهلاكية مجالات طبيعية للتوسع.
وأشار ناصت إلى أن حدثين كبيرين غيرا المشهد الاقتصادي وفتحا آفاقًا غير مسبوقة، وهما استضافة المغرب للأحداث الكبرى و ترسيخ السيادة على الأقاليم الجنوبية، ما أطلق دينامية قوية في قطاعات البنية التحتية واللوجستيك والسياحة والخدمات.
وشدد على أن الاستثمار في الـPrivate Equity يتطلب أفقا زمنيا طويلًا يمتد عادة عشر سنوات، خمس منها كشريك في رأسمال الشركة، وخمس لتطويرها وتهيئتها للخروج عبر البورصة أو البيع لمستثمر رأسمالي جديد، مؤكدًا أن المرحلة الراهنة تولد فرصا استثنائية ينبغي التقاطها عبر تعرض استثماري مدروس ومسؤول.