اقتصادكم- عبد الصمد واحمودو
بعد التوصل إلى توافق بين الحكومة البرازيلية ونظيرتها المغربية بشأن شروط السلامة الصحية للمنتجات الزراعية، سمحت المملكة المغربية للبرازيل بتصدير علف التبن الحيواني إلى السوق الوطنية.
وحسب ما أعلنته وزارة الزراعة والثروة الحيوانية البرازيلية، فقد وافق المغرب على استيراد التبن البرازيلي المستعمل في تغذية الحيوانات، باعتباره منتجًا استراتيجيًا بالنسبة للأسواق وسلاسل الإنتاج الحيواني التي تعتمد على إمدادات منتظمة من الأعلاف، خاصة في ظل الخصاص الذي تعرفه أسواق الأعلاف المغربية نتيجة تقلص المساحات المزروعة بفعل سنوات الجفاف المتتالية.
وأوضحت وزارة الزراعة البرازيلية أن هذا التطور من شأنه تعزيز حضور المنتجات الزراعية البرازيلية في أسواق إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.
وأفاد المصدر ذاته أن قيمة صادرات البرازيل نحو عدد من الدول العربية، من بينها المغرب، بلغت حوالي 3.8 مليارات دولار أمريكي إلى حدود نهاية السنة الماضية، حيث تصدرت العراق قائمة أكبر وجهات الاستيراد بقيمة ناهزت 1.78 مليار دولار.
الانفتاح على أسواق جديدة
وفي هذا السياق، أكد المستشار الفلاحي، عبد الحق بوتشيشي أن المغرب يستورد علف التبن عادة من أوروبا، خاصة من إسبانيا، مشيرا إلى أن هذا التوجه يندرج ضمن سياسة حكومية تهدف إلى تنويع مصادر الاستيراد، سواء من أوروبا أو من أمريكا اللاتينية، لاسيما من دول مثل البيرو والبرازيل، في إطار السعي إلى خفض كلفة الأعلاف واللحوم.
وأوضح بوتشيشي أن المهنيين سبق أن طالبوا بدعم التبن المستورد، أو على الأقل إعفائه من الضرائب أو تخفيضها، نظرًا لأهميته الكبيرة في تركيبة الأعلاف الموجهة للحيوانات المجترة، خاصة الأبقار الحلوبة، حيث يساهم في تحقيق توازن غذائي بين مختلف الأعلاف الخشنة، كما يلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة الحيوانات المجترة.
وأشار الخبير إلى أن استيراد التبن يُعد خطوة مهمة في انتظار تحسن الظروف المناخية وتوفر الكلأ عقب التساقطات المطرية، مؤكدا أن اللجوء إلى الاستيراد يظل حلا مؤقتا، موضحا أنه رغم استيراد المغرب للأعلاف ورؤوس الأبقار، فإن أسعار اللحوم لن تعرف انخفاضًا، بل يُتوقع أن تشهد ارتفاعًا خلال الفترة المقبلة.
وشدد المتحدث على أن الحل الحقيقي يكمن في إعادة بناء القطيع الوطني، وخاصة قطيع الأبقار، موضحًا أن الاستهلاك الوطني يتركز أساسًا على لحوم الأبقار أكثر من لحوم الأغنام، وأن عملية إعادة البناء تظل رهينة بالحفاظ على الإناث ومنع ذبحها، لما قد يسببه ذلك من تراجع خطير في القطيع الوطني، وربما اندثار السلالات المحلية.
تأثير استيراد التبن على تجار الأعلاف
وفيما يتعلق بوضعية سوق الأعلاف، اعتبر الخبير في التربية الحيوانية أن كميات علف التبن المعروضة في الأسواق تبقى غير كافية، وأن الاستيراد لا يمكن أن يؤثر سلبًا على تجار الأعلاف، مشيرًا في المقابل إلى وجود مضاربات في هذا القطاع تزيد من تعقيد الوضع.
استيراد الأبقار يضر بالمنتوج المحلي
كما نبه المستشار إلى أن العجول المستوردة تشكل منافسة غير متكافئة للمنتوج الوطني، إذ يُباع اللحم المحلي بأسعار تتراوح بين 85 و90 درهمًا للكيلوغرام، في حين يُباع اللحم المستورد بحوالي 75 درهمًا لدى الجزار، ما يُلحق ضررًا مباشرًا بالكساب الوطني.
وطالب المتحدث بإلزام مهني الجزارة بتوضيح مصدر ونوعية اللحوم المعروضة للبيع، معتبرًا أن المنتوج المحلي أكثر كلفة، وأن المتضرر الأول من هذا الوضع هو الكساب المغربي.
وأضاف أن تربية الأبقار في المغرب تجمع بين إنتاج الحليب واللحوم الحمراء، مبرزًا أن استيراد الأبقار يتم حاليًا من دول مثل إيرلندا، بسبب انتشار أمراض في بعض الدول الأوروبية.
وأكد على أنه في ظل غياب حماية حقيقية للمنتوج المحلي، تشهد كلفة الإنتاج ارتفاعًا مضاعفًا، سواء فيما يتعلق بإنتاج الحليب أو اللحوم، كما أصبحت الأبقار نفسها مرتفعة الثمن، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى فقدان السلالات المحلية، وبالتالي تهديد المنتوج الوطني والحليب معًا.