اقتصادكم
قال الخبير في المناخ والبيئة محمد بنعبو، إن مؤشرات سنة 2023 تنذر بموسم جفاف جديد صعب بالمغرب، مؤكدا أن آخر الأمطار التي عرفتها المملكة كانت بداية شهر دجنبر الماضي.
وأضاف بنعبو في اتصال هاتفي مع "اقتصادكم"، أن هذه هي الفترة من السنة، "هي التي تكون فيها الأمطار والتساقطات ويتم إشباع الفرشة المائية بشكل طبيعي، وللأسف لما يفوق 30 يوما لم نشاهد أمطارا".
واعتبر بنعبو أن المؤشرات الحالية وعلى مستوى دول المحيط والبحر الأبيض المتوسط، «لا تبشر بالخير، ولاحظنا أن ارتفاع درجات الحرارة في استمرار، في وقت يفترض أن تكون في انخفاض والعكس هو الحاصل، إذ سجلت أرقاما قياسية في 31 دجنبر و1 يناير على مستوى الدول الأوروبية ودول جنوب البحر الأبيض المتوسط».
وأكد بنعبو أن هذه المؤشرات مجتمعة تنذر بأنه «كلما كان ارتفاع لدرجات الحرارة كلما كان هناك تغير للمناخ نحو الأسوأ»، مبرزا أن المغرب في 2023 مازال يعيش "الإجهاد المائي المتراكم في السنوات الماضية، و31 بالمائة نسبة ملء السدود المسجلة كانت تمثل 34 بالمائة العام الماضي، وبالتالي نسجل عجزا مائيا بالمقارنة مع السنة الماضية التي كانت سنة جفاف".
وشدد الخبير ذاته، على أن المملكة إذا لم تعرف "تساقطات في الأيام المقبلة، سوف نكون أمام سنة صعبة جدا، على المستوى الفلاحي وعلى مجموعة من المستويات الأخرى".
وذهب بنعبو إلى أن تساقطات دجنبر الماضي التي أنعشت آمال الفلاحين والمواطنين، بدأ الإحساس الذي خلفته يخفت، مبرزا أن المغرب "يعيش حالة طوارئ مائية، لم يتم رفعها لأننا نحقق عجزا مائيا كبيرا، وتأخرا في إنجاز عدد من المشاريع التي يمكن تجعل الكثير من المدن والحواضر الكبرى مهددة بالعطش، كما هو الحال السنة الماضية"، في إشارة إلى ما عانته الدار البيضاء ومراكش ووجدة من نقص كبير في الموارد المائية.