اقتصادكم
يشهد سوق المصابيح الكهربائية ذات الفتيلة في إفريقيا تحولات لافتة، في ظل اشتداد المنافسة بين عدد من الاقتصادات الصاعدة، وتزايد الطلب المرتبط بالنمو الديمغرافي وتوسّع البنيات التحتية.
ورغم محدودية حجم السوق مقارنة بقطاعات كهربائية أخرى، فإن المؤشرات الرقمية تكشف عن تموقع مغربي متقدم، سواء على مستوى الاستيراد بالقيمة، أو من حيث أسعار الوحدات المستوردة، إلى جانب نمو قياسي في الصادرات خلال العقد الأخير.
وذلك ما كشفته منصة “إيندكس بوكس”، مؤكدة أن المغرب حل ضمن أكبر المستوردين الأفارقة سنة 2024، بإجمالي واردات بلغ 23 مليون وحدة، محتلاً المرتبة الخامسة قارياً بعد كينيا وليبيا وجنوب إفريقيا والجزائر، ومتقدماً على أسواق إفريقية أخرى صاعدة.
وتابعت “إيندكس بوكس” أن سوق المصابيح الكهربائية ذات الفتيلة في إفريقيا مرشح لبلوغ نحو 755 مليون وحدة بقيمة إجمالية تناهز 551 مليون دولار بحلول سنة 2035، مدفوعًا بتوسع الطلب في عدد من الدول الإفريقية.
وأبرزت المنصة أن تموقع المغرب يصبح أكثر وضوحًا عند احتساب الواردات من حيث القيمة، إذ بلغت قيمة وارداته 11 مليون دولار سنة 2024، ما جعله ثاني أكبر مستورد إفريقي من حيث القيمة بعد كينيا، ضمن ثلاث دول استحوذت مجتمعة على 39% من إجمالي السوق.
وواصل التقرير أن هذا الأداء يعكس خصوصية السوق المغربية، حيث لا يقتصر الطلب على الحجم فقط، بل يمتد إلى الجودة، وهو ما يظهر بوضوح في مستويات أسعار الاستيراد مقارنة بباقي الدول الإفريقية الكبرى.
وأكد أن المغرب سجل أعلى متوسط سعر استيراد في القارة خلال سنة 2024، بواقع 492 دولارًا لكل ألف وحدة، مقابل أسعار أدنى بكثير في دول منافسة مثل الجزائر، التي لم يتجاوز متوسط سعرها 111 دولارًا لكل ألف وحدة.
ولفت إلى أن هذا الفارق السعري يعكس اختلافات في نوعية المصابيح المستوردة، ومعايير السلامة والجودة، إضافة إلى بنية الطلب المحلي، ما يمنح السوق المغربية طابعًا أكثر انتقائية مقارنة بعدد من الأسواق الإفريقية.
وأضاف أن الحضور المغربي لا يقتصر على جانب الاستيراد فقط، بل يمتد بقوة إلى التصدير، حيث حل المغرب سنة 2024 في المرتبة الثانية إفريقيًا من حيث حجم الصادرات، بإجمالي 1.3 مليون وحدة، خلف تونس ومتقدمًا على جنوب إفريقيا.
كما أورد أن المغرب سجل أعلى معدل نمو سنوي مركب للصادرات خلال الفترة ما بين 2013 و2024، بلغ +40.8%، وهو ما يعكس تحوّلًا بنيويًا في القدرات الإنتاجية والتجارية للمملكة داخل هذا القطاع.
وذكر المصدر عينه أن هذا الزخم يظهر أيضًا على مستوى القيمة، إذ بلغت صادرات المغرب 880 ألف دولار سنة 2024، بحصة 11% من إجمالي الصادرات الإفريقية، في وقت تراجعت فيه وتيرة النمو لدى بعض المصدرين التقليديين.