اقتصادكم - نهاد بجاج
أكدت مديرية الدراسات والتوقعات المالية أن قطاع السياحة حافظ على منحاه التصاعدي خلال الفصل الأول من 2025، بعدما ارتفعت قيمته المضافة بنسبة 9,7% مقارنة مع 3,2% فقط في الفترة نفسها من السنة الماضية، وفي الأشهر السبعة الأولى من السنة الجارية، استقبل المغرب 11,6 مليون سائح، أي بزيادة قدرها 16%، شكل مغاربة العالم 52% منهم.
ومن جهته يرى الخبير السياحي الزوبير بوحوت، في تصريح لموقع "اقتصادكم"، أن هذه الدينامية تعود بالأساس إلى تقوية الربط الجوي، خاصة عبر شركات الطيران منخفضة التكلفة، وهو ما جعل النقل الجوي ينمو بوتيرة 20% في السنة، ما ينعكس مباشرة على حجم الوافدين.
وبدورها عرفت مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة تحسنا ملحوظا، إذ ارتفعت ليالي المبيت بـ 13% عند متم يونيو، مدفوعة بنمو ليالي غير المقيمين بـ 16%، فيما ارتفعت ليالي المقيمين بـ 5% بعد أن كانت قد تراجعت السنة الماضية، أما على مستوى المداخيل، فقد بلغت 54 مليار درهم بنهاية يونيو 2025، بزيادة إجمالية قدرها 9,6%، منها 16,7% خلال الفصل الثاني وحده.
أسواق دولية متنوعة
وكشفت وثيقة حول الدول الوافدة، أن فرنسا ما تزال السوق الأول للمغرب بـ 3,392 مليون سائح (29% من الحصة السوقية، +12%)، تليها إسبانيا بـ 2,674 مليون سائح (23%، +16%)، ثم المملكة المتحدة التي حققت نمواً لافتاً بلغ +26%، كما سجلت إيطاليا (+23%) والولايات المتحدة (+18%) وكندا (+29%) نسب نمو قوية، ما يبرز اتساع قاعدة الأسواق المصدّرة للسياح نحو المغرب.
منحى تنازلي منذ أبريل
رغم هذه المؤشرات الإيجابية، يشير بوحوت، إلى أن معدلات النمو الشهرية بدأت تعرف تباطؤا منذ أبريل، فبعد زيادات بلغت 27% في يناير و22% في فبراير، تراجعت الوتيرة إلى 17% في مارس، ثم عادت إلى 27% في أبريل، غير أنها انخفضت بشكل واضح إلى 16% في ماي، 11% في يونيو و6% في يوليوز، أي أن المغرب خسر 21 نقطة نمو في ظرف بضعة أشهر.
آفاق واعدة وتحديات قائمة
يتوقع بوحوت، أن تعرف السياحة المغربية نفسا جديدا في النصف الثاني من السنة، مدفوعة بتنظيم تظاهرات كبرى بمراكش وفي مقدمتها كأس إفريقيا للأمم، التي من المرتقب أن تعزز الإشعاع الدولي للمملكة، ولكن في المقابل، تبقى هناك تحديات خارجية مؤثرة، أبرزها الضبابية السياسية والاقتصادية في فرنسا، الشريك السياحي الأول للمغرب، إضافة إلى السياسات التجارية للولايات المتحدة التي قد تؤثر على التدفقات السياحية العالمية.
واختتم الخبير السياحي، أن السياحة المغربية تعيش انتعاشة قوية لكنها هشة، إذ أن الأرقام القياسية المسجلة في الوافدين والمداخيل تخفي تباطؤا تدريجيا في وتيرة النمو منذ الربيع الماضي. وهو ما يستدعي، تجديد العرض السياحي وتعزيز الترويج وتنويع الأسواق من أجل ضمان استدامة هذه الدينامية وجعلها أقل عرضة للتقلبات الخارجية.