اقتصادكم - نهاد بجاج
تواصل السياحة تحقيق أداء قوي خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2025، فحسب النشرة الشهرية الأخيرة لمكتب الصرف بلغت إيرادات السفر 34,4 مليار درهم، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 7,5% مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024، أي بزيادة تفوق 2,4 مليار درهم.
وفي مقابل هذا الأداء الإيجابي، ارتفعت نفقات السفر إلى الخارج إلى 9,2 مليار درهم، بنسبة نمو بلغت 3,5%، مما يعكس أيضًا دينامية الطلب الخارجي من طرف المغاربة، خصوصًا مع تحسن إمكانية السفر وسهولة الولوج إلى وجهات دولية متنوعة.
وبذلك، حقق ميزان السفر فائضًا بلغ 25,24 مليار درهم، مسجلًا تحسنًا بنسبة 9% مقارنة بنهاية أبريل من السنة الماضية، مما يبرز الأهمية المتنامية للسياحة كمصدر للعملة الصعبة ودعامة أساسية لميزان الأداءات.
وفي هذا السياق، صرح الزوبير بوحوت، خبير في المجال السياحي، لموقع "اقتصادكم"، بأن المغرب يعرف منذ بداية السنة انتعاشة سياحية واضحة، سواء من حيث عدد الوافدين أو ليالي المبيت أو المداخيل من العملة الصعبة.
وأضاف الخبير أن "النمو بنسبة 7,5% في الإيرادات يُعد رقمًا جيدًا، خاصة وأنه في بداية السنة كان يتراوح فقط بين 2,8% و4%"، موضحا أنه رغم هذا التحسن، فالمؤشرات تستدعي بذل مزيد من الجهد، خصوصًا أن عدد الوافدين ارتفع بأكثر من 20%، في حين تبقى ليالي المبيت أقل من هذه النسبة، وهو ما يعني أن الأداء السياحي يمكن أن يكون أفضل إذا تجاوزت نسبة المداخيل 10%.
وأكد بوحوت، أن الربط الجوي وتعزيز برنامج الرحلات الجوية ساهما بشكل كبير في تسهيل الولوج إلى المغرب، ما يعطي دفعة إضافية لهذا النمو.
وبخصوص ارتفاع نفقات السفر إلى الخارج، يرى الخبير أن هذا المعطى يشكل فرصة لتحليل تجارب السفر التي يفضلها المغاربة، من أجل تطوير عرض السياحة الداخلية، مشيرًا إلى إعلان المكتب الوطني المغربي للسياحة عن إنجاز دراسة جديدة حول القطاع الداخلي.
وقال بوحوت: "إذا فهمنا نوع التجارب التي يبحث عنها المغاربة في الخارج، يمكننا أن نقدم لهم منتوجًا داخليًا بجودة عالية وبأسعار تنافسية".
أما في ما يتعلق بتحويلات مغاربة العالم، التي بلغت نحو 36 مليار درهم مقابل 37,27 مليار السنة الماضية، فقد أوضح الخبير أن التأثير المحتمل لهذا التراجع على القطاع السياحي يبقى محدود، نظرا لأن جزء صغير فقط من مغاربة العالم يستهلك المنتوج السياحي المنظم، مشددا على أهمية تقديم عروض موجهة خصيصا لهذه الفئة، على غرار ما يتم تقديمه للسياحة الداخلية.
واختتم الخبير تصريحه بالتأكيد على ضرورة تعزيز حضور المغرب في الأسواق التقليدية كفرنسا وإسبانيا وإنجلترا، إلى جانب تسريع وتيرة الاختراق في أسواق جديدة كالصين، الولايات المتحدة، والهند، مشيرا إلى أن "القرار الملكي بإعفاء المواطنين الصينيين من التأشيرة منذ 2016 أعطى دفعة قوية لهذا السوق، ونتوقع أن نصل إلى أكثر من 200 ألف سائح صيني هذه السنة".