الصناعة.. المغرب نحو ريادة سلاسل القيمة العالمية

الاقتصاد الوطني - 17-11-2024

الصناعة.. المغرب نحو ريادة سلاسل القيمة العالمية

اقتصادكم

 


جدد المغرب التأكيد على اتجاهه نحو ريادة سلاسل القيمة العالمية، عن طريق تعزيز قدراته الصناعية وطموحاته الاقتصادية على الساحة الدولية. وفي سياق تحتدم فيه القدرة التنافسية وتحديات سرعة التكيف، تبرز المملكة باستراتيجيتها الاستباقية التي تهدف إلى دمج سلاسل القيمة للقطاعات الرئيسية مثل صناعة السيارات والطيران، ولكن أيضًا الصناعات الخضراء الجديدة. وبذلك، يمثل قطاع السيارات وحده 33% من إجمالي صادرات المملكة في عام 2023، مما يضع البلاد بين المصدرين الرئيسيين في أفريقيا، كما يلعب الموقع الجغرافي للمملكة دورا كبيرا في هذا السياق.

إن قدرة المغرب على ملائمة الابتكارات التكنولوجية هي مفتاح التميز المستدام في سلاسل القيمة العالمية، بالإضافة إلى القرب من أوروبا وانفتاحه على أفريقيا بفضل ميناء طنجة المتوسط ​​الذي بلغت طاقته الاستعابية 8,6 مليون حاوية في عام 2023.

وذكر تقرير لجريدة "Finances news hebdo" أن الموقع الجغرافي يسمح للمغرب بالارتباط بأكثر من 180 وجهة، ويعطي المزيد من القدرة التنافسية للمصنعين ويجذب الاستثمارات، مشيرا إلى أن الاستراتيجيات القطاعية، مثل خطة التسريع الصناعي، مكنت من تعزيز القدرات الصناعية للمغرب.

ومن خلال تشجيع الاستثمارات والتدريب والابتكار، يعمل المغرب على إنشاء إطار يفضي إلى التنمية الصناعية وتحديد موقعها في سلاسل القيمة العالمية، رغم التحديات في عالم تؤثر فيه التقلبات في تكاليف الطاقة بشكل مباشر على القدرة التنافسية، يحاول المغرب كذلك إيجاد حلول لتزويد صناعاته بالطاقة النظيفة وبأسعار معقولة، في سبيل تحقيق 52٪ من الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني بحلول عام 2030. 

ويعد هذا التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة ضروريًا لضمان تكاليف الطاقة التنافسية وتلبية توقعات الشركاء الدوليين، الذين يطالبون بشكل متزايد بالاستدامة. وبعيداً عن الطاقة، يتعين على المملكة أيضاً أن تواجه منافسة دولية، وخاصة من آسيا، التي تهيمن على العديد من القطاعات الصناعية، حيث لم تعد القدرة التنافسية مقتصرة على تكاليف الإنتاج؛ ويشمل الآن الابتكار والتمكن من التقنيات المتطورة.

ويضيف التقرير ذاته أن "القدرة على ملائمة الابتكارات التكنولوجية هي المفتاح للتميز المستدام في سلاسل القيمة العالمية، وهو ما أكده عماد التومي، المدير العام لشركة مناجم، خلال فعاليات اليوم الوطني للصناعة: "يجب ألا نتردد في تكوين شراكات نشطة مع القادة والاستثمار بكثافة في الابتكار والبحث والتطوير". ويظل قطاع التدريب، من جانبه، قضية استراتيجية، حيث يتطلب الارتقاء بالصناعات المغربية قوى عاملة مؤهلة، قادرة على تلبية متطلبات المهن التقنية والابتكارية". 

ويرتقب أن يتم تدريب أكثر من 26000 شاب، سنة 2023، في مراكز مخصصة لصناعة السيارات والطيران، بفضل التعاون الوثيق بين القطاع الخاص ومؤسسات التدريب لتكييف المهارات مع احتياجات صناعة الغد.

وفي الوقت نفسه، بدأ التكامل الأفريقي يبرز كاستراتيجية أساسية مع إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (زليكاف)، يضع المغرب نفسه في وضع يسمح له بالاستحواذ على أسواق جديدة. وقد سجلت الصادرات المغربية إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى زيادة بنسبة 12٪ بين عامي 2022 و 2023، وتوفر هذه الإمكانية للتجارة البينية الأفريقية آفاق نمو كبيرة. يعد هذا التوسع الاقتصادي الإقليمي ضروريًا لتنويع الفرص والحد من نقاط الضعف المرتبطة بالتقلبات في الأسواق الأوروبية.

وأمام هذه التحولات، يشكل ظهور الصناعة الخضراء ركيزة استراتيجية للمغرب. ومع إنشاء مصانع لإنتاج البطاريات الكهربائية، تدخل المملكة سباق التنقل الكهربائي، بهدف تلبية الطلب العالمي المتزايد بشكل حاد. وبالتالي فإن غزو سلاسل القيمة العالمية يجري بالفعل؛ وتعتمد استدامتها على التكيف المستمر مع التحديات العالمية والإقليمية، لضمان النمو الاقتصادي الشامل والمستدام.