اقتصادكم
يدرس المغرب بناء منطقة صناعية خاصة بالألعاب الإلكترونية "gaming"، بالرباط، للاستفادة من الفورة التي تشهدها هذه الصناعة على المستوى العالمي، مستهدفا تحقيق مداخيل بـ500 مليون دولار سنويا بحلول 2027.
وجرى تقديم مشروع مدينة الألعاب الإلكترونية من قِبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، خلال "قمة الألعاب الإلكترونية" التي تمّ تنظيمها مؤخرا بالشراكة مع الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية.
وفي هذا الصدد، أشار محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، أن "صناعة الألعاب الإلكترونية أصبح لها موقع عالمي اليوم، والمغرب هو المستهلك الأول على المستوى الإقليمي"، منوّهاً بأنَّ المملكة تسعى للانتقال من الاستهلاك إلى الإنتاج من خلال تشجيع الابتكار.
ووفقا لدراسة الجدوى لمشروع المدينة الجديدة، فإنَّ مداخيل قطاع الألعاب الإلكترونية في المغرب تبلغ حالياً 129 مليون دولار، مما يمثل 0.07% فقط من السوق العالمية.
من جهته، قال هشام الخليفي، رئيس الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية، إنَّ "صناعة الألعاب الإلكترونية في العالم تناهز 175 مليار دولار، ويمكن للمغرب أن يستفيد من هذه السوق بشكل كبير".
وتهدف الجامعة لتشجيع وتطوير وتنظيم "الألعاب الإلكترونية" في المغرب لتصبح رائدةً على المستوى الأفريقي في هذا المجال، بحسب موقعها الإلكتروني.
ويستند مشروع مدينة الألعاب الإلكترونية على انتشار استعمال التكنولوجيا الحديثة في المغرب، إذ يمتلك أكثر من 7 ملايين مغربي حاسوباً أو جهازاً لوحياً إلكترونياً "Pad"، بينما 25.7 مليون مواطن لديهم هاتف ذكي، في حين تشمل نسبة الربط بالإنترنت حوالي 84% من سكان البلاد.
ويصل عدد اللاعبين المغاربة النشطين إلى أكثر من 3 ملايين ممن يستعملون ألعاب الفيديو المُصنعة من شركات أجنبية وأخرى مغربية الصنع، بحسب معطيات وزارة الشباب والرياضة والثقافة.
ويسعى المغرب لاستقطاب شركة واحدة على الأقل من الشركات العشرين الأكبر على مستوى العالم في مجال صناعة ألعاب الفيديو، مع العمل على تطوير الخبرة المحلية والمهارات الشابة بهدف خلق 5 آلاف وظيفة عبر المدينة الجديدة، كما يُفصح الخليفي.
الجدير بالذكر، أنه في أوربا يصل عدد مستخدمي الألعاب الإلكترونية إلى 468 مليوناً، وتُعتبر "يوبي سوفت" الفرنسية أهم شركة في هذه السوق. بينما يبلغ عدد اللاعبين في أميركا الشمالية 198 مليوناً، حيث تستحوذ شركات مثل "أبل" و"مايكروسوفت" و"إلكترونيك آرتس" على حصص رئيسية من كعكة السوق.
أما في أفريقيا والشرق الأوسط، فيمارس الألعاب الإلكترونية حوالي 360 مليون شخص. في حين تُعتبر آسيا والمحيط الهادي أكبر سوق استهلاكية في العالم لهذه الصناعة، بنحو 1.3 مليار لاعب يستخدمون، بشكلٍ أساسي، لمنتجات "سوني" و"ميكسي" و"مونامي" و"نينتندو".