اقتصادكم
خلال الفترة 2024-2025، لم تتم تغطية سوى 17% فقط من احتياجات المياه في المناطق المروية، مما يبرز استمرار التحديات المائية التي يواجهها القطاع الفلاحي في المغرب. تقدر المخصصات المائية المخصصة للري من السدود بنحو 880 مليون متر مكعب لهذا الموسم، وهو نفس المستوى الذي تم تخصيصه في الموسم السابق.
ومع ذلك، فإن نقص المياه الناجم عن ست سنوات متتالية من الجفاف قد أسهم في انخفاض هذه المخصصات لتصل في المتوسط إلى 3000 متر مكعب للهكتار.
لسنوات عديدة، شهدت المملكة اتساعًا مستمرًا في الفجوة بين المخصصات المائية المخطط لها في الخطط الوطنية للإدارة المتكاملة للموارد المائية (PDAIRE) والمخصصات الفعلية الممنوحة. هذه الفجوة تتفاقم في الموسم الفلاحي 2024-2025، مما ينعكس سلبًا على قطاع يعد من الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني.
وسيظل التخصيص الفلاحي من السدود، حسب مديرية الري وإعداد المجال الفلاحي، كما كان في الحملة السابقة، أي حوالي 880 مليون متر مكعب، مما لا يتجاوز 17% من المخصصات المنصوص عليها في الوثائق التخطيطية المائية والتي تقدر بـ 5.3 مليار متر مكعب سنويًا.
في السنوات الأخيرة انتقلت المخصصات الفلاحية من السدود من 10,000 متر مكعب للهكتار كمعدل، كما كان محددًا في PDAIRE، إلى 3,000 متر مكعب في الوقت الحالي، وهذا التراجع لا يواكب الحاجة الحقيقية في بعض المناطق مثل الحوز وسوس ماسة وتادلة، التي تعاني من انقطاع الري لفترات طويلة تصل أحيانًا إلى سنوات.
تحديات الري
تواجه المناطق المسقية، التي تعد من المحركات الأساسية للإنتاج الفلاحي في المغرب، تحديات كبيرة في توفير المياه اللازمة للري. تشير التقديرات إلى أن 1.6 مليون هكتار من الأراضي المخصصة للري تعاني من الري غير المنتظم أو الجزئي. ويثير هذا الوضع القلق بالنظر إلى أهمية هذه المناطق في إنتاج المحاصيل الأساسية مثل الفواكه والخضروات والسكر واللحوم، بالإضافة إلى دورها المحوري في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعديد من المناطق الريفية.
وتعد منطقة بني ملال خنيفرة، واحدة من أكثر المناطق تأثرًا بالجفاف، حيث أفاد عادل بركات، رئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة، مؤخرا على هامش المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة، بأن الجهة فقدت نحو 60 ألف منصب عمل في القطاع الفلاحي نتيجة الجفاف.
أنظمة الري المختلفة في المغرب
يتميز المغرب بمناخ شبه جاف، مما يحد من توفر المياه للزراعة. لذلك، يعتبر الري وسيلة أساسية لزيادة الإنتاج الزراعي في المناطق التي لا تكفي فيها الأمطار. يتم تطبيق أنظمة ري مختلفة في المملكة، تتراوح بين الري بالجاذبية التقليدي، الذي يعتبر أقل كفاءة، إلى أنظمة الري الحديثة مثل الري بالرش والتنقيط، والتي تعتبر أكثر توفيرًا للمياه. هناك نوعان رئيسيان من المناطق المروية في المملكة:
- المناطق السقوية الكبيرة (GPI): يتم إمدادها بشكل رئيسي عن طريق السدود، وتقع غالبا في السهول الخصبة مثل الحوز وتادلة. هذه المناطق مخصصة لزراعة المحاصيل ذات القيمة المضافة العالية (الفواكه، الخضروات، الحمضيات).
- المناطق المروية الصغيرة والمتوسطة (PMPI): تستخدمها المزارع العائلية، وتقع بالقرب من الأنهار أو الينابيع أو المياه الجوفية. وهي مخصصة عمومًا للمحاصيل الغذائية أو الرعوية.
تُستخدم عادة ثلاثة أنظمة للري لري المحاصيل في هذه المناطق:
- الري بالجاذبية: طريقة تقليدية تستخدم الجاذبية لتوزيع المياه، ولكنها تستهلك الكثير.
- الري بالرش: تقنية تضمن التوزيع الموحد عبر الرشاشات، وهي أكثر كفاءة من طريقة الجاذبية.
- الري بالتنقيط: تقنية حديثة توفر المياه من خلال استهداف جذور النباتات بشكل مباشر ويتم تطبيقها على 850 ألف هكتار على مستوى المملكة. ومع ذلك، وعلى الرغم من كفاءتها، فإن هذه الأنظمة لا يتم استغلالها بالكامل بسبب نقص الإمدادات المائية المنتظمة والموثوقة.