فلاحة ذكية في زمن الجفاف: كيف يجب على المغرب أن يواجه الإجهاد المائي؟

الاقتصاد الوطني - 23-04-2025

فلاحة ذكية في زمن الجفاف: كيف يجب على المغرب أن يواجه الإجهاد المائي؟

اقتصادكم من مكناس

 

سيطر الحديث عن إشكالية الماء على فعاليات الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (SIAM) هذا العام، في نسخته الـ17، وباتت قضايا استراتيجية جديدة تفرض نفسها بقوة مثل الإجهاد المائي، وكيف يمكن للابتكار أن يقدم أجوبة حقيقية لهذا التحدي المصيري، في ظل التحديات البيئية والاقتصادية المتزايدة.

ولمس موقع" اقتصادكم" في نسخة هذا العام اهتماما منقطع النظير بالإجهاد المائي حيث يعاني المغرب منذ سنوات من تواتر موجات الجفاف، وتراجع مخزون السدود، وتقلص التساقطات المطرية، في سياق تغيّر مناخي عالمي. هذه الظاهرة المعروفة بـ"الإجهاد المائي" تؤثر مباشرة على القطاع الفلاحي الذي يستهلك أكثر من 85% من الموارد المائية في المملكة.

في هذا السياق، يُطرح الابتكار كرافعة حقيقية لتأمين السيادة المائية والغذائية، وهو ما يترجمه محور الابتكار في SIAM 2025 عبر عدد من الحلول الرائدة كالتقنيات الذكية للري من خلال اعتماد أنظمة الري بالتنقيط المدعومة بالحساسات الذكية، وتطوير تقنيات الري حسب الحاجة الفعلية للنبتة عبر استخدام الذكاء الاصطناعي.

واعتبر عبد الله الرفاعي، خبير في الموارد المائية، في دردشة مع موقع "اقتصادكم" على هامش المعرض، أن "الابتكار في قطاع المياه ليس خيارًا بل ضرورة"، مضيفا: " نحن بحاجة إلى تبني تقنيات حديثة مثل الري الذكي وإعادة استخدام المياه لتحقيق استدامة حقيقية في القطاع الفلاحي."

كما أكد على ضروري إعادة استخدام المياه وتوسيع استخدام المياه العادمة المعالجة في الري الفلاحي، ودعم محطات معالجة جديدة بتقنيات صديقة للبيئة وذات تكلفة منخفضة، بالإضافة إلى رقمنة إدارة المياه من خلال تتبع الاستهلاك المائي عبر تطبيقات ذكية، وإحداث منصات بيانات مشتركة تتيح للمزارعين اتخاذ قرارات مبنية على معطيات آنية.

ومن جهتها ، أشارت فاطمة الزهراء مومن، مسؤولة في إحدى الشركات التي تقدم حلولا ذكية لإدارة المياه، في تصريح لموقع" اقتصادكم " إلى أن "الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب يشكل منصة هامة لتبادل الخبرات والابتكارات في مجال المياه. من خلال هذه التظاهرة، نعمل على تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لمواجهة تحديات الإجهاد المائي"، مؤكدة أن الأمن المائي يمر عبر مزيج من التدبير المستدام والاعتماد على تقنيات حديثة تقلل الهدر وتضاعف المردودية، وبفضل الابتكار المجتمعي والتكنولوجيا المفتوحة، يمكن دمقرطة الوصول للحلول المائية، ما يسمح بإشراك الفلاحين الصغار بشكل فعّال.، كما أنخ يجب خلق فرص استثمار في تكنولوجيا المياه، مثل تحلية المياه بالطاقة الشمسية، وتحفيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

وبدا واضحا أن نسخة هذا العام لا تكتفي بعرض أحدث التقنيات، بل تؤسس لحوار وطني ودولي حول مستقبل المياه والفلاحة، حيث الابتكار ليس ترفاً بل ضرورة وجودية، تبدأ من الإرادة السياسية، تمر عبر الاستثمار في البحث والابتكار، وتكتمل بوعي مجتمعي وفلاحي بضرورة تغيير النموذج التقليدي في تدبير المياه.