اقتصادكم
تم اليوم الأربعاء بالمنصة الصناعية طنجة المتوسط، افتتاح وحدة إنتاج ألمانية جديدة لصناعة أنظمة وأجهزة القفل الميكانيكية للسيارات تابعة لمجموعة "شتالشميت إنتيرناسيونال هولدينغ"، وذلك تحت إشراف رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة.
وقال رياض مزور، في كلمة خلال حفل الافتتاح، الذي حضره مسؤولون إداريون وشخصيات اقتصادية، إن الوحدة الألمانية الجديدة تعزز موقع مدينة طنجة كوجهة صناعية بامتياز، وتساهم في دعم التعاون الاقتصادي المغربي الألماني الذي يعرف، بفضل حكمة الملك محمد السادس، تطورا ملموسا ومتوازنا وواعدا، مبرزا أن الاستثمار الأجنبي النوعي في المغرب مرده إلى الاستقرار والأمن والانفتاح الذي تنعم به المملكة وجاذبيتها الاقتصادية.
وأضاف أن المغرب أضحى وجهة صناعية لكبريات المجموعات الصناعية العالمية المرجعية ،خاصة في مجال صناعة السيارات وصناعات أخرى حيوية ، بفضل التحفيزات التي يمنحها المغرب للمستثمرين بشكل عام ، ولوجود يد عاملة وأطر مؤهلة ومحنكة ، ونظرا كذلك للموقع الجغرافي للمملكة كجسر اقتصادي يربط ، عن جدارة ، شمال الكرة الأرضية بجنوبها ، مؤكدا أن ثقة المستثمرين الأجانب في حاضر ومستقبل المغرب، خاصة من قبل المجموعات الصناعية الكبيرة، تتعزز من سنة لأخرى وهو ما تعكسه مؤشرات استقطاب رؤوس الأموال وحركية ميناء طنجة المتوسط والمنصات التابعة له.
وشدد الوزير على أن المغرب يؤكد، باستقطابه لكبريات المجموعات الصناعية الدولية البارزة، أنه أضحى معادلة مهمة في قطاع السيارات كرائد قاري وإقليمي، وهو ما يعكس مدى القدرة التنافسية الكبرى للقاعدة الصناعية المغربية، مشيرا الى أن الوحدة الصناعية الجديدة، التي اختارت المغرب كأول منصة لها على الصعيد الإفريقي، تأتي لتغطية طلب شركات صناعة السيارات العالمية المرموقة والتي لها حضور خاص في السوق الدولية.
من جهته، أكد المدير العام لميناء طنجة المتوسط السيد مهدي التازي الريفي أن اختيار المجموعة الألمانية التواجد بالمنصة الصناعية للميناء، الذي يعد حاليا أول ميناء على الصعيدين المتوسطي والافريقي، إنما يؤكد صحة الاختيارات والتوجهات الاقتصادية للمغرب ونمائه المتواصل وتكامل وتناسق خدمات الميناء، الذي يجمع بين الخدمات الصناعية والمينائية واللوجستية.
وأضاف أن افتتاح الوحدة الصناعية الألمانية الجديدة يؤكد أيضا أن هذه المجموعة تسير على درب شركات عالمية أخرى رائدة من مختلف الدول، التي لها باع طويل في المجال الصناعي، مبرزا أن سلطات ميناء طنجة المتوسط توفر كل الظروف المواتية للشركات العالمية وتواكبها على كافة المستويات لضمان نجاح مشاريعها في المغرب.
ورأى سفير ألمانيا الاتحادية بالمغرب روبير دولغير أن الاستثمار الألماني الجديد بالمنطقة الصناعية التابعة لطنجة المتوسط يأتي ليواكب الزخم الذي تعرفه العلاقات المغربية الألمانية على كل المستويات، ويؤكد أيضا قدرة المغرب، بفضل تبصر الملك محمد السادس، على استقطاب مجموعات صناعية ألمانية رائدة ترى في المملكة قوة اقتصادية صاعدة وتشكل نموذجا إقليميا وقاريا بكل المواصفات الإيجابية.
وأبرز روبير دولغير أن المغرب، الذي يعد ثاني شريك لألمانيا على الصعيد الإفريقي، راكم خلال السنوات الأخيرة تجربة مهمة في استقطاب الاستثمارات النوعية، نظرا لحنكة اليد العاملة وتواجد بنيات تحتية صناعية واقتصادية مهمة وجذابة وانفتاح البلد واستقراره، مشيرا الى أن استثمارات أخرى ألمانية لا محالة سيستقطبها المغرب في المستقبل المنظور.
وفي السياق ذاته، اعتبر المدير العام للغرفة الألمانية للتجارة والصناعة بالمغرب أندرياس وينزيل أن آفاق التعاون الاقتصادي بين الرباط وبرلين واعدة، خاصة وأن الاستثمارات الألمانية في المغرب تعرف تطورا كميا ونوعيا مثيرا للاهتمام.
وأبرز أن المغرب أضحى منصة صناعية مهمة لكبريات المجموعات الصناعية الألمانية التي بدأت في تعزيز تواجدها بالمملكة، كبوابة أساسية لولوج السوق الإفريقية، معتبرا أن المغرب يستحق هذا الاهتمام نظرا لكفاءة يده العاملة من الشباب والإجراءات الرسمية المتخذة لاستقطاب رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية وبرامج التكوين بشكل عام، التي تواكب سوق العمل وانتظارات المستثمرين على اختلاف اهتماماتهم.
ويتواجد مصنع المجموعة الألمانية، التي لها وحدات صناعية بكندا وهنغاريا وبولونيا والصين وألمانيا، على مساحة تصل الى 21400 متر مربع، منها 9400 متر مربع شيدت حتى الآن، على أن يتم الانتهاء من إنشاء باقي مرافق المصنع في يناير 2023، وسيصل الاستثمار الصناعي الى 107 مليون درهم ما سيمكن من خلق 1075 منصب شغل، مقابل حوالي 150 حاليا، وتحقيق رقم معاملات سنوي يزيد عن 400 مليون درهم.