الغموض يلف تنظيم معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب
اقتصادكم – مهدي حبشي
ليس القطاع السياحي وحده المتضرر من قرار إغلاق الحدود الجوية للمغرب، فقد تسبب الإغلاق في خنق قطاع النشر والكتاب، بعدما حرم الناشرين المغاربة من المشاركة في معارض دولية وازنة.
وفي ظل تدني معدلات القراءة في صفوف المغاربة، تعتبر دور النشر المغربية معارض الكتاب الدولية فرصة مهمة لتحقيق بعض المبيعات، وتدارك ركود يشهده القطاع طيلة فصول السنة تقريباً.
وانطلق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 13 من يناير 2022، ويستمر إلى غاية 22 من الشهر ذاته. فيما سينطلق معرض القاهرة الدولي للكتاب في 26 من يناير إلى غاية 6 فبراير. تلك مواعيد لم تعتد دور النشر المغربية على الإخلاف بها، بيد أن غياب رحلات جوية حرمها من الحجز والمشاركة في هذه المعارض الكبرى.
وأكد نجيب فايتا، مسؤول المعارض بدار "أفريقيا الشرق"، في تصريح لـ"اقتصادكم"، على أن المعارض شكلت على الدوام فرصة لدور النشر المغربية لتحقيق بعض المبيعات، وعقد لقاءات مع شركاء وفاعلين ثقافيين. مضيفاً إن المعارض التي تقام خارج أرض الوطن تكتسي أهمية قصوى في الوقت الراهن، سيما مع إلغاء دورة العام الماضي من معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب.
ويعتري الكثير من الغموض إقامة معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب هذا العام كذلك، بعدما ألغي العام الماضي. فبعد إعلان وزارة الثقافة إقامته استثناءً بمدينة الرباط، جاء قرار الحكومة بإلغاء كل التظاهرات الفنية والثقافية إلى أجل غير مسمى، بعد تفشي متحور أوميكرون بالمغرب، ليطرح أكثر من علامة استفهام.
ورسم فايتا لوحة قاتمة عن مبيعات الكتب في المغرب في الآونة الأخيرة، قائلاً إن شللاً شبه مطلق أصاب القطاع. "الحركة يرثى لها، لا توجد مبيعات على الإطلاق".
ركود المبيعات لا يسبب الضرر للناشرين فحسب، بل يرخي بظلاله على كل أطراف عملية صناعة الكتاب بالمغرب، إذ أكد مجموعة من الكتاب المغاربة لـ"اقتصادكم"، أنهم تواصلوا مع مختلف دور النشر لطبع أحدث كتبهم، إلا أن الأخيرة تماطل في آجال النشر متذرعة بالظرفية الاقتصادية الصعبة.
ودفعت الظروف الاقتصادية العسيرة التي يمر بها قطاع النشر والكتاب بالمغرب، مجموعة من الناشرين إلى خفض عدد العناوين التي يتم إصدارها سنوياً، فيما اضطرت أخرى لخفض عدد النسخ المطبوعة من كل عنوان.
ذلك حال دار "أفريقيا الشرق"، التي تعد من كبرى دور النشر المغربية، والتي اضطرت للتخلي عن طباعة "أوفسيت" الكلاسيكية، التي تنتج ما لا يقل عن 1000 نسخة في كل طبعة، وعوضتها بطباعة رقمية لا تطبع سوى عشرات النسخ.
وبررت إدارة الدار توجهها ذاك، بتراجع حاد في مبيعات الكتب بالمغرب في السنوات الأخيرة؛ "كثيرة هي العناوين التي طبعنا منها 1000 نسخة ولم تبع سوى بضع نسخ، وهو ما يفاقم تكاليف التخزين التي تثقل كاهل الدار". يؤكد كميل حب الله، مدير دار أفريقيا الشرق لـ"اقتصادكم".
جدير بالذكر أن تقريرا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، سلط الضوء سنة 2019 على تدني ممارسة القراءة بالمغرب، فيما كشف اتحاد الناشرين العرب عن كون المغاربة لا يقرؤون سوى 6 دقائق سنوياً مقابل 200 ساعة قراءة للمواطنين الأوروبيين.