اقتصادكم - عبد الصمد واحمودو
تُعرف منطقة آسني بإقليم الحوز بأشجارها المثمرة بمختلف أنواعها، ولعل أبرز زراعة تتميز بها هذه المنطقة الجبلية هي إنتاج فاكهة التفاح بمختلف أصنافها، إذ يشكل هذا المنتوج عصب الأنشطة الفلاحية بالمنطقة.
ويُعرف تفاح آسني بجودته العالية، غير أن الفلاحين يواجهون عدة إكراهات، من بينها ضعف الإنتاج في بعض المناطق. وفي هذا السياق، يقول عبد المجيد أجيار، فلاح بالمنطقة وعضو الغرفة الفلاحية بمراكش عن منطقة آسني، لـ"اقتصادكم"، "إن إنتاج فاكهة التفاح، الذي تُعرف به آسني، بدأ يواجه بعض التحديات. فهناك مناطق ما تزال تنتج التفاح بشكل جيد، وأخرى تراجع فيها الإنتاج بسبب الظروف المناخية. فعالميا، يرتبط إنتاج التفاح بارتفاع المساحات المزروعة عن مستوى سطح البحر، وفي منطقة آسني تحديداً، فإن أفضل الأصناف توجد في الارتفاعات التي تتجاوز 1500 متر، حيث تتوفر الظروف المناخية المثالية لإنتاج التفاح والجوز بجودة عالية."
وأكد عبد المجيد قائلا، "إن شجرة التفاح تحتاج بطبيعتها إلى عدد كافٍ من ساعات البرودة خلال السنة، يفوق عادة 700 ساعة. وهذا الشرط لا يتحقق بشكل كافٍ في المناطق التي يتراوح ارتفاعها بين 1000 و1200 متر، وهو ما أدى إلى تراجع الإنتاج وانخفاض الجودة. وعندما لا تحصل الشجرة على البرودة اللازمة، يضعف الإنتاج، وتصبح زراعات أخرى أكثر ملاءمة لهذه المناطق، مثل الخوخ، حب الملوك والبرقوق الأحمر، مقارنة بالتفاح والجوز."
وبخصوص الأصناف المنتَجة محليا، أفاد المتحدث ذاته بأن من بينها صنف الجيلدور (Geldour)، وهو من أفضل الأصناف، إضافة إلى أصناف (Gala) بأنواعها مثل: موس، غالاكسي، غالارويال، وهي أصناف معروفة بإنتاج وفير ولون ممتاز، وهو عنصر أساسي في تسويق التفاح.
وأشار عبد المجيد إلى أن "هذه الأصناف لا تعطي أفضل جودة إلا في المناطق التي يفوق ارتفاعها 1500 متر، مثل المناطق المتواجدة بين 1600 و2800 متر فوق سطح البحر. أما المناطق الأقل ارتفاعاً، فلا تنتج نفس اللون ولا نفس الجودة المطلوبة."
وخلص عضو الغرفة الفلاحية بمراكش إلى أن "منطقة آسني قادرة على إنتاج تفاح عالي الجودة، لكن فقط في الارتفاعات المناسبة (1500 متر فما فوق)، بينما تراجع الإنتاج في المناطق المنخفضة بسبب تغير المناخ ونقص ساعات البرودة الضرورية."
أكد عبد المجيد أجيار، " أن ثمن التفاح يتراوح بين 4 و5 دراهم، وقد يصل إلى 7 دراهم حسب الجودة". وأضاف " بالفعل، في بعض الفترات وصل الثمن إلى 7 دراهم. عموما الأمور جيدة هذه السنة، وكانت النتائج ممتازة، والسوق استقبل المنتوج في أفضل الظروف."
وفي ما يتعلق بإنتاج الأشجار المثمرة هذه السنة في آسني، كشف عبد المجيد أجيار أن "هذا العام كان الإنتاج جيدا، فإنتاج التفاح كان محترماً، والكرز وحتى الجوز كان إنتاجها من بين أفضل السنوات."
ولفت إلى أنه، "لحسن الحظ، منذ وقوع الزلزال لم نعد نعاني من نقص الماء كما في السابق. فقد كان النقص الكبير بين 2017 و2019 نتيجة الجفاف الحاد، حيث تضررت أشجار كثيرة، وواجه الفلاحون مشاكل كبيرة."
وأوضح قائلا، "وفي سنة 2021 أيضا عرفنا جفافا قاسيا أثّر بشكل كبير على الإنتاج وزاد من حدة المشاكل. لكن منذ سنة 2023 تغير الوضع، وازدادت المياه والعيون، وتحسنت الوضعية بشكل ملحوظ."