اقتصادكم

جرى أمس الثلاثاء بالدار البيضاء تقديم منصة “BimobTech”، التي تعد أول مكتبة رقمية مخصصة لأجهزة ومواد البناء بالمغرب.

وتعتبر هذه المنصة، التي تعد كل من مجموعة القرض العقاري والسياحي وشركة التأمين “سانلام” شركاءها الرئيسيين، أداة تشمل كافة المجالات المتعلقة بقطاع البناء والأشغال العمومية، منها على الخصوص، إدارة المشاريع، وإمكانية التواصل بين المقاولات والمصنعين لإنجاح تصميم المباني وإنشائها وتشغيلها.

وفي مداخلة بالمناسبة، أكد رشيد الخياطي الحسيني، مهندس معماري ومؤسس منصة “BimobTech”، أن استخدام النماذج الرقمية لن يؤدي فقط إلى تسريع عملية التصميم والبناء، بل كذلك إلى ضمان تحكم أفضل في التكاليف وآجال التسليم.

وتابع أنه من خلال العمل بهذه التكنولوجيات الجديدة، يأمل فريق BimobTech في تحفيز اعتماد أوسع لهذه الممارسات المبتكرة في قطاع البناء بالمغرب، موضحا أن المنصة تهدف إلى الاستجابة لاحتياجات الانتقال الطاقي وتحسين النجاعة الطاقية لمشاريع البناء.

وأشار الخياطي الحسيني إلى أن هذا العمل يندرج في سياق عالمي حيث بدأت العديد من البلدان بالفعل هذا التحول، في حين أن العديد من القطاعات المغربية تتبع هذا المسار بدورها، مبرزا أن قطاع البناء في المغرب لا يزال يجد صعوبة من أجل اعتماد التكنولوجيات الرقمية المتاحة بشكل كامل.

وأشار إلى أن 20% فقط من المهندسين المعماريين المغاربة يستخدمون حاليا برامج النمذجة ثلاثية الأبعاد، الأمر الذي لا يعيق اعتماد ممارسات تصميم أكثر فعالية فحسب، بل يحد أيضا من الوصول إلى مجموعة متنوعة من الموارد والمراجع الأساسية لإنشاء مشاريع مبتكرة وتنافسية.

من جانبه، أكد مروان أسامة زواوي، مهندس معماري والمؤسس المشارك لـBimobTech، أن استخدام نمذجة معلومات البناء ينتشر بشكل متزايد، خاصة على مستوى المشاريع الكبرى، معتبرا أنه يعد نهجا ثوريا خاصة لتصميم وإنجاز الهياكل الكبرى مثل الملاعب والمستشفيات الجامعية.

وأوضح أن “نمذجة معلومات البناء” تتميز بالتزامها بالفعالية والدقة والتعاون، مقدمة رؤية شاملة لمشاريع البناء، مشيرا إلى أن المنصة تهدف إلى الترويج لعرض أجهزة ومنتجات البناء على شكل “نمذجة معلومات البناء” مما يتيح تكاملا شفافا واتخاذ قرارات أفضل طوال عملية البناء.

وفي هذا الصدد، أكد الرئيس المدير العام لبنك القرض العقاري والسياحي (CIH)، لطفي السقاط، أن هذه المنصة ستلعب دورا أساسيا في رقمنة قطاع البناء.

وقال السقاط إنه “باعتبارنا شريكا ماليا، يتولى CIH دورين اقتصاديين رئيسيين. من ناحية، كآمر بالشراء، تتمثل مهمتنا في الإشراف على المشروع وإدارته على مستوى عام، بدءا من تصوره وإلى غاية إنجازه، ومن ناحية أخرى، كشريك مالي للمنعشين العقاريين، بحيث نقترح أنماط تمويل مختلفة لا تشمل الدعم المالي فحسب، بل كذلك التتبع الدقيق لمواقع البناء”.

وأضاف: “يشمل ذلك زيارات ميدانية منتظمة، وتتبعا للنفقات والاستثمارات لضمان حسن سير المشروع. وعندما نفكر في تمويل مشروع ما، فإن هدفنا هو ضمان نجاحه في جميع مراحله، وتوفير الدعم المالي والتشغيلي الشامل”.

وتوفر BimobTech للمستخدمين المنتجات المصنعة والمتوفرة بالمغرب. وتهدف المنصة إلى أن تشكل واجهة لصناعة البناء تمكن المصنعين من عرض منتجاتهم بشكل قابل للاستغلال ويتيح استخدامها فوريا في المخططات من قبل المعماريين والمهندسين لفائدة الزبناء والمستخدمين، من خلال التحكم في الميزانيات وخصائص المنتج.

وفي هذه الدينامية التكنولوجية المتقدمة، تقترح BimobTech تسريع اعتماد تكنولوجيا BIM (نمذجة معلومات البناء). وتتيح هذه التقنية إمكانية تحويل المخططات ثنائية الأبعاد إلى نماذج ثلاثية الأبعاد ومن ثم استغلال خصائص نموذج BIM، بالإضافة إلى التوأم الرقمي.

وهكذا، تقدم BimobTech منصة بناء محسنة، مما يسهل التكامل في نمذجة معلومات البناء باستخدام محول ثلاثي الأبعاد ومواد نموذجية. وهي تعرض وتروج للمنتجات المغربية على الصعيد الدولي وتدعم بروز الـ”كونتيك” (Contech) بالمغرب، وتشجيع الابتكار والتكوين.

وكما توفر المنصة للمهنيين بيئة رقمية مواتية للتعلم والتعاون، بهدف إحداث ثورة في قطاع البناء والأشغال العمومية.