الابتكار العلمي.. رافعة لتطوير الرعاية الصحية بأفريقيا

آخر الأخبار - 07-09-2025

الابتكار العلمي.. رافعة لتطوير الرعاية الصحية بأفريقيا

اقتصادكم

 

يمثل الابتكار العلمي الركيزة الأساسية لتطوير منظومات الرعاية الصحية في القارة الأفريقية، وفق ما أكد مشاركون في ندوة علمية نظمت مساء الجمعة بمدينة العيون، ضمن فعاليات المؤتمر السادس للجمعية المغربية للتخدير والإنعاش وعلاج الألم (E-SMAAR).

 

وقد سلط المتدخلون الضوء على أحدث التطورات التكنولوجية — من الطب الدقيق، والتصوير الطبي، والطب التنبئي والوقائي، وعلم الأورام، وتقنية البلوك تشين، والذكاء الاصطناعي — باعتبارها أدوات قادرة على الارتقاء بخدمات الرعاية الصحية وتعزيز عدالتها وفعاليتها.

 

وفي هذا السياق، شدد المدير التنفيذي للتحالف من أجل البحث الطبي في أفريقيا، بامبا غاي، على ضرورة تكييف الخوارزميات مع الواقع الأفريقي وضمان تعميم استخدام الحلول الرقمية بما يتيح وصولا عادلا إلى الخدمات الصحية، إلى جانب دعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتعزيز الابتكار والشركات الناشئة. كما أكد أهمية الحكامة الأخلاقية في التعامل مع المعطيات الصحية، بما يشمل الشفافية الخوارزمية وحماية البيانات الشخصية.

 

من جهته، أبرز عبد الحكيم الصنهاجي، مدير مختبر شبكات التواصل بكندا، الإمكانات الكبيرة لتقنية البلوك تشين في تأمين سلاسل التوريد وإنشاء سجلات طبية موحدة، فضلا عن إرساء أنظمة مصادقة رقمية موثوقة.

 

أما صلاح الدين قندلي، المدير الطبي بالمعهد السويسري للتصوير والعلاجات الموجهة بالصور، فقد دعا إلى إعادة ابتكار التصوير الطبي في أفريقيا، مع إعطاء الأولوية للتقنيات الملائمة والأقل كلفة وسهلة الانتشار، مبرزا أهمية مساهمة الكفاءات الأفريقية بالخارج في نقل الخبرات والمعارف.

 

من جانبها، ركزت نينا ماء العينين، المديرة الطبية لطب الرئة التداخلي بالولايات المتحدة، على التحديات الخاصة بسرطان الرئة في أفريقيا، حيث تتجاوز عوامل الخطر التدخين لتشمل التلوث الداخلي، وفيروس نقص المناعة، والسل، والمخاطر المهنية. ودعت إلى إطلاق مشاريع نموذجية تقوم على دمج التصوير المتنقل والذكاء الاصطناعي وإنشاء سجلات جهوية لعوامل الخطر.

 

كما أكد صابر بوطيب، مدير مركز محمد السادس للبحوث والابتكار، على ضرورة إدماج الطب الدقيق وتوفير التشخيص الموجه والرصد العلمي المستمر، داعيا إلى تجميع الموارد لتسريع وتيرة التطوير. وفي السياق ذاته، شدد محمد بن أحمد، مدير الأبحاث السابق بالمعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية، على ترسيخ الطب التنبئي والوقائي داخل الأنظمة الصحية الأفريقية، من خلال إدماج وحدات متخصصة في التكوين الطبي وتعزيز البحث الجينومي المحلي ورفع وعي المجتمعات بأهمية الصحة الوقائية.

 

وقد عكس هذا اللقاء الطموح المشترك نحو بلورة رؤية إفريقية موحدة للبحث والابتكار، قادرة على بناء منظومة صحية أكثر عدلا واستدامة وتقدما تكنولوجيا.

 

يذكر أن المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عرف مشاركة نحو 160 خبيرا من 25 دولة، عبر أكثر من 70 جلسة علمية، ليشكل منصة رائدة تجمع نخبة من المتخصصين والجمعيات العلمية المغربية والدولية في مجال الرعاية الصحية