اقتصادكم
شكلت صناعة البطاريات الكهربائية والمكونات المرتبطة بها عامل جذب قوي للمستثمرين الصينيين إلى المغرب. يتعلق الأمر بتعبير 6 شركات كبرى عن عزمها الاستثمار في المغرب خلال أقل من سنتين فقط.
وتتوزع هوية الشركات الصينية الكبرى بين "كوسيون إنرجي" Gotion Energy، التي كشفت عن مشروع ضخم "جيغا فاكتوري" بقدرة 100 جيغاواط في بولقنادل باستثمار ثقيل سيصل إلى 6.4 ملايير دولار على مدى سنوات، وكذا "تينشي" Tinci، التي رفعت الستار عن استثمار بقيمة 200 مليون دولار، هم مواد بطاريات الليثيوم، إضافة إلى استثمار مشترك بين المجموعة الصناعية "ياهوا" Yahua ومجموعة "إل جي" LG، حول إنتاج "هيدروكسيد الليثيوم".
وامتدت الاستثمارات إلى الشراكة المبرمة بين مجموعة "سي إن جي إر" CNGR وهولدينغ "المدى" Al Mada التي همت مواد البطاريات، إضافة إلى مصنع " زهانغ هوايو كوبالت" Zhejiang Huayou Cobalt الضخم بالعيون، و"بي تي إر نيو ماتيريال" BTR New Material، التي عبرت عن عزمها الاستثمار في مكونات البطاريات.
ويتوقع مراقبة أن يساهم تنفيذ الاستثمارات الصينية المذكورة في رفع صناعة السيارات الوطنية إلى مرحلة أخرى، تجعل من المملكة قطبا للتحول الطاقي وبيئة أعمال مغرية لصناعة السيارات الكهربائية.
وسجلت صادرات قطاع السيارات تطورا تاريخيا خلال السنة الماضية بزائد 33 %، لتقفز قيمتها إلى 111.289 مليار درهم، أي أزيد من 11 ألفا و128 مليار سنتيم، بزيادة قيمتها 27.608 مليار درهم مقارنة مع 2021.
وإلى جانب الاستثمارات الصينية والأجنبية الواردة على المغرب، استفادت المملكة كذلك من تطورات على الساحة الدولية، وفرت لها مزايا تنافسية استثنائية، إذ التقطت مصالح اليقظة الاقتصادية بوزارة الصناعة والتجارة إشارات حول إمكانيات استثمارية واعدة في سوق السيارات بالولايات المتحدة الأمريكية، بعدما أعلنت وزارة الخزانة، بموجب قانون خفض التضخم، وجوب استخراج المواد المستخدمة في بطاريات السيارات الكهربائية من داخل الولايات المتحدة بنسبة كبيرة، مقابل الحصول على ائتمان ضريبي بقيمة 7500 دولار.
ويعتبر "الكوبالت" بين أهم مكونات تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، ما يمثل فرصة بالنسبة إلى المغرب، الذي يعتبر من كبار مصدري هذه المادة، إلى جانب دول أخرى مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان، ومنافسين آخرين على رأسهم دول الاتحاد الأوربي، الذين دخلوا في مفاوضات مع السلطات الأمريكية للعدول عن قرار التوطين الجديد.