التأشيرة الإلكترونية وراء "طفرة" السياح الإسرائيليين الوافدين على المغرب

آخر الأخبار - 29-07-2023

التأشيرة الإلكترونية وراء "طفرة" السياح الإسرائيليين الوافدين على المغرب

اقتصادكم

 

شهد تدفق السياح الإسرائيليين إلى المغرب طفرةً بعد جائحة كورونا، مدفوعةً أساساً بأربعة عوامل، تتمثل في عودة العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، وإطلاق رحلات جوية مباشرة، وتعطش اليهود المغاربة الذين يعيشون في إسرائيل إلى زيارة المملكة، والتأشيرة الإلكترونية الميسرة.

الطفرة تتجلّى في استحواذ الإسرائيليين على أكثر من نصف (55%) التأشيرات الإلكترونية التي منحتها السلطات المغربية في الاثني عشر شهراً الأخيرة، ما يكشف عن إمكانية تحوُّل إسرائيل إلى سوق رئيسية مصدّرة للسياح إلى المغرب.

وكانت المملكة أطلقت خدمة التأشيرة الإلكترونية في يوليوز من السنة الماضية بهدف تيسير إجراءات الدخول إلى البلاد ودعم قطاع السياحة الذي تضرر كثيراً بعد سنوات كورونا، إذ يسهم بنحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي، ويلعب دوراً كبيراً في رفد اقتصاد المملكة بالعملة الصعبة.

وتفيد الأرقام الصادرة عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج الأسبوع الماضي، بأن حصيلة السنة الأولى من العمل بالتأشيرة الإلكترونية كانت "إيجابية"، إذ بلغت الطلبات 160 ألفاً استُجيب لنحو 93% منها. وجاءت الهند في المرتبة الثانية بعد إسرائيل بحصة 10%، تليها نيجيريا بـ4.44%، ثم مصر (4.41%)، وباكستان (3.5%) من أصل 110 جنسيات تقدّمت بطلباتها.

وتراهن المملكة على التأشيرة الإلكترونية لزيادة أعداد السياح، وهي عبارة عن تصريح لشخص واحد يُتيح الدخول والإقامة لمدة تصل إلى 30 يوماً، وتمتدّ صلاحيتها لنحو 180 يوماً كحد أقصى ابتداءً من تاريخ إصدارها.

وأعيد فتح التمثيليات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب عقب توقيع اتفاق برعاية الولايات المتحدة الأميركية في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وتعززت العلاقات بين البلدين في الأسبوع الماضي بعدما اعترفت الدولة العبرية بسيادة المغرب على منطقة الصحراء. وعلى أثر ذلك وجه الملك محمد السادس دعوةً إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لزيارة المملكة رسمياً.

وحسب أرقام مرصد السياحة، بلغ عدد السياح الإسرائيليين الوافدين إلى المملكة في النصف الأول من السنة الجارية 38,456 سائحاً، بزيادة 35% على أساس سنوي، وبنمو يناهز 146% مقارنةً بسنة 2019، أي سنة ما قبل التطبيع.

ومقابل انتعاش سوق إسرائيل، سجّل المغرب تراجعاً كبيراً في عدد من الأسواق التقليدية المصدّرة، مثل ألمانيا التي تراجع سياحها بنسبة 34% في النصف الأول من العام إلى 135 ألف سائح مقارنة بنفس الفترة من 2019.

كما تراجعت أسواق بلجيكا وهولندا بنسبة تناهز 29%، فيما لم تركد سوق فرنسا التي تُعتبر أول مصدر للسياح إلى المغرب، وهو الأمر الذي يمكن تفسيره بقرارات سابقة بتعليق الرحلات الجوية إبان جائحة كورونا، ما أثار غضب الفاعلين في قطاع تنظيم السفر، فيما أفادت مصادر رسمية أن تراجع بعض الأسواق مسجل على مستوى العالم، ولا ينطبق فقط على المغرب.

وتسعى المملكة إلى رفع عائدات قطاع السياحة من العملة الصعبة إلى 120 مليار درهم بحلول 2026، بعدما بلغت رقماً قياسياً السنة الماضية بنحو 91,2 مليار درهم، وقبل ذلك 78,7 مليار درهم في 2019.