التفاصيل غير المروية عن تشييد ملعب الحسن الثاني الكبير

آخر الأخبار - 28-02-2025

التفاصيل غير المروية عن تشييد ملعب الحسن الثاني الكبير

اقتصادكم

 

سيتسع ملعب الحسن الثاني الكبير في الدار البيضاء لـ115 ألف متفرج، ويهدف إلى أن يكون ليس فقط "أكبر ملعب في العالم" ولكن أيضًا "فضاء ثقافيًا"، ومتجرا عالميا عملاقا يحاور الطبيعة.. هكذا يرى المغرب أكبر ملعب في العالم، الذي يقترحه لاستضافة نهائي كأس العالم 2030.

وانطلقت أشغال تشييد ملعب الحسن الثاني الكبير بالدار البيضاء، الذي ستبلغ طاقته الاستيعابية 115 ألف متفرج، على مساحة تزيد على 100 هكتار وسط غابة بالمنصورة، التابعة لبنسليمان، على بعد حوالي 38 كيلومترا من الدار البيضاء.

مفهوم الضيافة

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية "إفي"، كشف المهندس المعماري الرئيسي للمشروع طارق ولعلو، أحد مؤسسي شركة ولعلو + تشوي، التي فازت بمناقصة تصميم هذه البنية التحتية بالشراكة مع شركة بوبيولوس البريطانية، أن بناء المركب الرياضي بدأ في غشت الماضي بإعداد وتسوية الأرض، التي اكتملت الآن وأفسحت المجال للأعمال الهيكلية. ومن المقرر أن يكتمل بناء الملعب في عام 2028.

ويستوحي تصميم الملعب فكرة الخيمة المستخدمة خلال "الموسم"، وهو نوع من التجمع الثقافي والاجتماعي والاقتصادي السنوي المتجذر في التقاليد المغربية والمرتبط بفكرة الضيافة التي قال المهندس المعماري إنه يريد تسليط الضوء عليها.

وأضاف ولعلو في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية "إفي": "إن مفهوم "مرحبا" هو جوهر المشروع، ولهذا السبب قمنا بتطوير المشروع المعماري حول "الموسم" ورمزية الخيمة.

"الفكرة هي الحديث عن المغرب ولكن مع جعلها تلقى صدى عالميا. عندما يأتي الناس إلى هنا، فإنهم يستطيعون الدخول في حوار مع ثقافتنا ولكنهم في الوقت نفسه يشعرون بالتقاطعات مع ثقافتهم الأصلية، نريد أن نسلط الضوء على مفهوم الترحيب الذي يشكل جوهر تقاليدنا وثقافتنا وعلاقتنا مع العالم ومع الأجانب"، كما يقول.

بميزانية تقدر بخمسة مليارات درهم (478 مليون يورو)، سيحتوي ملعب الحسن الثاني الكبير في الدار البيضاء على ثلاثة مدرجات شديدة الانحدار ومدمجة في كلا الطرفين، وستبلغ سعة كل من هذه المدرجات 29.500 متفرج. وسيضم المجمع فندقا ومساحات خضراء ومراكز تسوق ومسبحا، من بين أشياء أخرى، وسيكون المعقل المستقبلي للرجاء والوداد.

ملعب متخيل لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030

وأوضح المهندس المعماري أن الملعب الرياضي سيكون "على أحدث طراز" وفقا لإرشادات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وسيحصل على شهادة HQE، ​​وسيأخذ في الاعتبار الخبرات المكتسبة من النسخ السابقة وسيقدم المعدات التقنية للاعبين والجمهور ووسائل الإعلام "كما لم يحدث من قبل".

ولكن إلى جانب خصائصه التقنية، يسلط ولعلو الضوء على ارتباط هذا الصرح بالطبيعة: "لقد تخيلنا الملعب كهيكل هائل يحمي المناظر الطبيعية. وأضاف أن "الخيمة لا تتوقف عند قبضة المنصة، بل يجب أن تمتد، وتحمي الطبيعة، وتبرز فوق الغابة".

يصف ولعلو ملعبه بأنه "حديقة أشجار" تشبه "غشاء يتنفس" و"مكان مفتوح وعام حيث تعيش الحشرات والحيوانات والطيور"، ويضيف :"نحن بحاجة إلى تغيير الطريقة التي ننظر بها إلى المباني. حتى الآن، كانت المباني في الواقع عناصر وقائية تبقي الطبيعة على مسافة. واليوم، نحن بحاجة إلى تغيير هذا النموذج ودعوة الطبيعة والسماح للمباني بالتنفس".

ويراهن ولعلو على ملعبه باعتباره الأقرب لاستضافة نهائي كأس العالم 2030، متقدما على منافسيه سانتياغو برنابيو في مدريد وكامب نو في برشلونة، وهي الملاعب الثلاثة التي أقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كملاعب محتملة للنهائي.

ويعد هذا الملعب جزءا من 20 منشأة موزعة على 17 مدينة ستستضيف المسابقة في إسبانيا والمغرب والبرتغال في عام 2030، إلى جانب الأرجنتين وأوروغواي وباراغواي، لإحياء الذكرى المئوية لكأس العالم الأولى في التاريخ، والتي أقيمت في مونتيفيديو عام 1930، بثلاث مباريات.