اقتصادكم 

حل وفد رسمي واقتصادي من الكاميرون بالمملكة المغربية ما بين 19 و29 دجنبر 2025، في زيارة تزامنت مع احتضان المغرب لبطولة كأس الأمم الإفريقية، وقد شارك الوفد الذي قاده بوما دوناتوس، المدير العام لوكالة ترويج الاستثمارات بالكاميرون، في فعاليات الأيام الاقتصادية للكاميرون بالمغرب، وهي مبادرة هدفت إلى التعريف بمؤهلات الاقتصاد الكاميروني وتسويق البلاد كوجهة استثمارية قادرة على استقطاب الرساميل الأجنبية، مع إرساء قنوات تعاون مستدامة بين رجال الأعمال في البلدين.

وضمت البعثة ممثلين عن مؤسسات عمومية وشركات كبرى، من بينها الميناء المستقل لكريبي والمجلس الوطني للشاحنين بالكاميرون، إلى جانب فاعلين من القطاع الخاص ينشطون في مجالات حيوية كالبنية التحتية والطاقة والصناعات الغذائية والنقل والتجارة، حيث تم تسليط الضوء على تنوع الفرص الاستثمارية التي يتيحها السوق الكاميروني.

وعرفت هذه التظاهرة الاقتصادية تنظيم لقاءات مباشرة وجلسات نقاش موسعة مع عدد من الهيئات المغربية، من قبيل هيئة الدار البيضاء للمالية، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والمراكز الجهوية للاستثمار بكل من الدار البيضاء والرباط وفاس، فضلا عن الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات (AMDIE)، بهدف توسيع مجالات التعاون المؤسسي وتشجيع الشراكات الثنائية.

وفي هذا الإطار، توجت المباحثات بتوقيع مذكرة تفاهم يوم 25 دجنبر 2025 بين وكالة ترويج الاستثمارات بالكاميرون ووكالة AMDIE، تروم تعزيز الترويج المشترك للاستثمار وتسهيل الربط بين المستثمرين المغاربة والكاميرونيين، بما يفتح آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي.

وأفادت وكالة ترويج الاستثمارات الكاميرونية بأن عدداً من الفاعلين الاقتصاديين المغاربة عبروا عن اهتمام متزايد بالاستثمار في الكاميرون، خاصة في قطاعات الصناعة الغذائية والطاقة والتقنيات الرقمية والخدمات المالية والبنية التحتية والتعدين، مع استعدادهم لإطلاق مشاريع ذات بعد استراتيجي داخل البلاد.

وبرز الميناء المستقل لكريبي كأحد أبرز الأوراش التي تم الترويج لها خلال هذه الأيام الاقتصادية، باعتباره منصة صناعية ولوجستيكية متكاملة تمتد على مساحة تفوق 4000 هكتار، مدعومة برصيد عقاري إضافي مخصص للاستثمار، فضلاً عن حزمة من التحفيزات الجبائية والجمركية وربط متعدد الوسائط يسهّل الولوج إلى أسواق الكاميرون ودول الجوار.

ومن جهته، أكد المجلس الوطني للشاحنين بالكاميرون أن البلاد تمثل نقطة عبور استراتيجية نحو أسواق وسط إفريقيا، مبرزا استعداده لمواكبة المستثمرين المغاربة الراغبين في توسيع نشاطهم بالمنطقة، وتعزيز موقع الكاميرون كبوابة اقتصادية إقليمية واعدة.