اقتصادكم
يساهم المغرب بشكل نشط في تطوير الهيدروجين الأخضر من خلال سلسلة من المشاريع الرائدة لإنتاج هذه الطاقة النظيفة، والتي تم تقديمها في إطار المعرض الدولي للتحول الطاقي "كي إنرجي''، الذي تنظمه مجموعة المعارض الإيطالية من 5 إلى 7 مارس في ريميني بإيطاليا.
وتطمح المملكة، التي تتوفر على موارد هائلة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى ترسيخ مكانتها كمركز استراتيجي للهيدروجين الأخضر في إفريقيا من أجل تلبية الطلب المتوقع في السوق الأوروبية، مع جعل هذا المورد للطاقة النظيفة حلا تكنولوجيا لإزالة الكربون من الصناعة الوطنية.
وشارك السيد محسن بن مزيان عن معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة في هذا المعرض المرجعي في مجال التحول الطاقي والنجاعة الطاقية، والذي اختتمت فعالياته اليوم الجمعة بتحقيق"حصيلة قياسية". وقد ترأس أمس الخميس مائدة مستديرة حول موضوع "تسريع الكهربة المستدامة: مفتاح التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا"، والتي تم تنظيمها بمبادرة من مؤسسة "RES4Africa".
وخلال هذا اللقاء، الذي حضره مسؤولون وخبراء أفارقة وأوروبيون، أعلن السيد بن مزيان أن معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة منكب على مشاريع تجريبية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بهدف تحويل الهيدروجين إلى وقود نظيف للصناعة والنقل.
وأكد على أن المعهد المغربي يعمل بلا كلل لإقامة شراكات استراتيجية مع أوروبا والبلدان الإفريقية، بهدف تطوير قطاع هيدروجين تنافسي.
وأوضح الخبير المغربي أن هذه المبادرات ستمكن من إنشاء صناعة جديدة للطاقة وخلق فرص العمل، مع تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري ومنح إفريقيا الفرصة لتصبح مصدرا رئيسيا للهيدروجين الأخضر، مضيفا أن الهدف هو الاستثمار في حلول التخزين طويلة الأجل.
وقال إن تخزين الطاقة، باعتباره حجر الزاوية في التحول الطاقي في إفريقيا، يعد محركا للتحول الاجتماعي والاقتصادي. ومن هنا يأتي دور مجمع الطاقة الخضراء "Green Energy Park"، وهو مركز البحث الوحيد من نوعه في إفريقيا، الذي أنشأه المغرب لخدمة العلماء والصناعيين والطلاب والمهنيين، ولا سيما لتجربة بطاريات وحلول تخزين جديدة، واختبار التطبيقات العملية وتحسينها، وتوفير التكوين في مجال الطاقة المتجددة وتقنيات التخزين.
وحول هذه النقطة، أجمع المتدخلون الأفارقة خلال هذه المائدة المستديرة، التي تشكل جزءا من العديد من الفعاليات والندوات وورشات العمل التي تم تنظيمها في إطار معرض "كي إنرجي''، على أهمية تخزين الهيدروجين، وهو رهان كبير لتطوير القطاع، داعين إلى التعاون بين الباحثين والشركات وصانعي القرار العمومي في هذا المجال.
وأشاروا إلى أن إفريقيا، التي تمر بمرحلة حاسمة في تطورها في مجال الطاقة وتتمتع بموارد هائلة من الطاقة الشمسية، تحتاج أولا إلى تذليل الصعوبات المرتبطة بتخزين ونقل الهيدروجين الأخضر.
أما مداخلات نظرائهم الأوروبيين، فأكدت على أهمية قضية التطور التكنولوجي والرقمنة.
وشارك في المعرض الدولي للتحول الطاقي "كي إنرجي 2025" أكثر من 1000 عارض ووفود دولية من حوالي خمسين دولة، تمثل على وجه الخصوص إفريقيا والشرق الأوسط والبلقان وأوروبا الشرقية، حيث سجل عدد العارضين زيادة بنسبة 20 بالمائة مقارنة بعام 2024، 40 بالمائة منهم أجانب".