تقييمات مرتفعة ومخاطر خفية.. لماذا يدعو مؤسس Serval إلى "النقطة الوسط"؟

آخر الأخبار - 27-11-2025

تقييمات مرتفعة ومخاطر خفية.. لماذا يدعو مؤسس Serval إلى "النقطة الوسط"؟

اقتصادكم - أسامة الداودي

 

رد عبد الرزاق المغراوي، المؤسس والرئيس التنفيذي ومدير الاستثمارات في شركة Serval لإدارة الأصول، على سؤال يتعلق بطبيعة الخيارات الأنسب للمستثمرين في الظرفية الحالية، مؤكدا أن هذا التساؤل أصبح مركزياً اليوم بسبب التحولات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد الوطني والأسواق المالية، ما يستدعي إعادة تقييم شاملة للاستراتيجيات المعتمدة.

وتابع المغراوي خلال الندوة الصحفية التي نظمت الأربعاء ضمن فعاليات معرض الادخار المنظم من طرف مجلة Finance news hebdo، والتي حملت عنوان "سيرفال لإدارة الأصول: آفاق الأسواق لسنة 2026 وتوزيعات الأصول.. سيرفال AM تعقد اجتماع لجنتها الاستثمارية"، مبرزا أن المغرب عرف خلال فترات معينة مستويات نمو متدنية لم تتجاوز في أحسن الأحوال 2%، وهو ما انعكس على طبيعة الاستثمارات الرابحة حينها.

أما اليوم، وبحسب تقدير مؤسس شركة Serval لإدارة الأصول، فقد انتقل الاقتصاد إلى مستوى أكثر دينامية، إذ يتراوح النمو بين 4.5% و5%، مع إمكان بلوغه مستويات أعلى إذا كانت السنة الفلاحية جيّدة، معتبرا أن هذا التطور يغير بشكل واضح منطق الاستثمار ويخلق فرصا جديدة لم تكن متاحة في السابق.

وواصل مدير الاستثمارات لدى Serval أنه خلال سنوات النمو الضعيف، كانت الاستراتيجية الأنجح تاريخياً، خصوصا إلى غاية سنة 2018، هي الاستثمار في أسهم العائد، أي الشركات التي تمنح توزيعات أرباح منتظمة ومرتفعة.

وفسر ذلك بكون الاقتصاد في تلك المرحلة لم يكن يقدّم فرص نمو حقيقية، وبالتالي كان التوجه نحو أسهم القيمة منطقيا، لأن البحث عن نمو غير موجود لم يكن ذا جدوى، وهو ما جعل الاستثمار في العائد الخيار الأكثر استقراراً وربحية.

وأوضح المتحدث ذاته أن التحول البارز بدأ بعد القاع الذي سجلته السوق سنة 2023، إذ اتضح أن أسهم النمو كانت صاحبة الأداء الأفضل على الإطلاق، متفوقة على جميع التوقعات، بل وحققت شركات مثل TGCC وغيرها نتائج تفوق متوسط السوق بشكل لافت.

وذكر بأن هذا التوجه كان قد طُرح للنقاش قبل سنتين أو ثلاث في لقاءات سابقة، حين تمت الدعوة إلى إعطاء الأولوية لأسهم النمو، وهو ما أثبتته تطورات السوق لاحقاً.

وشدد المغراوي على أن بعض الأسهم وصلت اليوم إلى مستويات تقييم مرتفعة جداً، رغم قوة أساسياتها وصلابة أنشطتها، مشيراً إلى أن مضاعف الربحية لدى بعضها بلغ 40 مرة، وهو رقم يعكس أن معظم الأخبار الإيجابية صارت مدمجة في السعر.

واعتبر أن هذه المستويات تتطلب قدراً أكبر من الحكمة في اختيار الأصول، لأن التقييمات المبالغ فيها تحمل مخاطر إضافية لا يمكن تجاهلها.

وزاد موضحاً أن الخيار الأمثل، من وجهة نظره، يتمثل في الموازنة بين النمو والقيمة، عبر اختيار شركات تحقق معدلات نمو تتراوح بين 10% و20%، ولكن مع مستويات تقييم معقولة، بحيث لا يتجاوز مضاعف الربحية 20 مرة.

وأضاف أن هذا التوجه يوفر مزيجاً من النمو المستدام والتقييم المتزن، ويحد من المخاطر المرتبطة بالمبالغة في الأسعار، ويمنح المستثمرين وضعية أكثر أماناً ومرونة.

وقدم عبد الرزاق المغراوي لمحة عن Serval Asset Management، ذاكرا أنها شركة حديثة التأسيس نشأت سنة 2021، وتعمل أساسا في التدبير الفردي للمحافظ المالية تحت التفويض، وتدير اليوم بضعة مليارات من الدراهم في سوق الأسهم المدرجة بالبورصة.

وأوضح أن الفترة القصيرة التي اشتغلت خلالها الشركة كانت كافية لتحقيق نتائج لافتة بفضل مقاربة استثمارية قائمة على التحليل العميق وانتقاء الشركات ذات الأسس المتينة.

وأضاف الرئيس التنفيذي أن العملاء الذين انضموا إلى الشركة منذ بدايتها تمكّنوا من مضاعفة قيمة محافظهم أربع مرات، وهو ما يعكس فعالية المنهجية المعتمدة في اختيار الأصول.

وبين أن أداء الشركة إلى حدود نهاية أكتوبر من السنة الجارية بلغ 49%، مقابل 35% لمؤشر MASI، أي بتفوق يقارب 13 نقطة، معتبراً أن هذا الأداء ليس ظرفيا بل يتكرر عاماً بعد عام، وهو الجوهر الذي تبني عليه Serval التزامها تجاه عملائها.

ولفت المغراوي إلى أن هذا المسار يؤكد قدرة الشركة على تحقيق نتائج تفوق متوسط السوق بفضل رؤية استثمارية تقوم على فهم دقيق لديناميات الاقتصاد الكلي، ومقاربة صارمة في بناء المحافظ، والتركيز على النمو المستدام، مضيفا أن Serval تراهن على الاستمرارية، لا على الفرص الظرفية، وهو ما يفسر ثقة المستثمرين المتزايدة فيها.