جدري لـ"اقتصادكم": التضخم أجبر الأسر على الاقتراض لتمويل الاستهلاك في رمضان وعيد الفطر

آخر الأخبار - 21-04-2023

جدري لـ"اقتصادكم": التضخم أجبر الأسر على الاقتراض لتمويل الاستهلاك في رمضان وعيد الفطر

اقتصادكم - نهاد بجاج 

تشهد الأسواق والمحلات التجارية انتعاشا كبيرا مع قرب حلول عيد الفطر، إذ تكتظ الفضاءات التجارية الكبيرة ومحلات بيع الملابس والأحذية والحقائب، بالزبناء الراغبين في اقتناء "ملابس العيد".

وبحلول الصباح الباكر، يلاحظ الاكتظاظ غير العادي، والتدفق الكبير للزبناء على المحلات، التي تعرض مجموعة واسعة من الخيارات لإرضاء جميع الأذواق، إذ يعد عيد الفطر فرصة تجارية لأصحاب المحلات، لجني أرباح مهمة خلال هذه المناسبة.

وفي تصريح لموقع "اقتصادكم"، قال نور الدين، وهو موظف وأب لثلاثة أبناء، إن ارتفاع الأسعار بشكل مهول لم يمنعه من الحفاظ على عادة اقتناء ملابس العيد لنفسه ولزوجته وأبنائه الثلاثة، إذ أوضح أنه من الضروري أن يستقبل أبنائه العيد بملابس جديدة مثلهم مثل أقرانهم.

وبدوها أوضحت حنان، وهي أم لطفلين، أنها حاولت تخصيص جزء من راتبها لهذا الشهر لشراء ملابس العيد، لكن مع مصاريف رمضان وغلاء الأسعار لم تستطع، وأصبح الحل الوحيد أمامها لشراء ملابس العيد وإسعاد طفليها هو الاقتراض من صديقتها.

وفي هذا الصدد قال محمد جدري، خبير اقتصادي، أن الاقتصاد الوطني يعتمد كثيرا على مناسبات الأعياد من أجل تحقيق بعض الرواج، موضحا أن عيد الفطر مناسبة يتم من خلالها ارتفاع الطلب الداخلي على النقل، واقتناء ملابس العيد بالنسبة للأطفال وكذلك، الملابس التقليدية بالنسبة للنساء والرجال على حد سواء.

وأكد الخبير الإقتصادي، في اتصال هاتفي مع "اقتصادكم"، أن الطلب على مجموعة من السلع والخدمات يترتب عليه ارتفاع في أرقام المعاملات، وكذلك إحداث فرص شغل مؤقتة.

وأوضح جدري، أن التضخم الذي يعرفه المغرب يؤثر على العادات الاستهلاكية للمواطنات والمواطنين خصوصا ذوي الدخل المحدود والطبقة المتوسطة، مؤكدا أن الإقبال على اقتناء السلع خلال شهر رمضان لم يكن بنفس الحجم مقارنة مع السنوات الماضية، وهو ما يرشح أن ينخفض الإقبال على السلع والخدمات مقارنة مع سنة 2022 أو 2021.

وفي المقابل أشار المحلل الاقتصادي، أن الأسر المغربية تأثرت بشكل كبير خلال السنتين الماضيتين بالأزمة الاقتصادية، إذ أن الكثير منها استنزفت مدخراتها، موضحا أنه "من غير المستبعد أن تلجأ بعض الأسر للاقتراض بطريقة موازية (دارت او القرعة) من أجل سد حاجيات العيد، خصوصا بالنسبة للأسر التي توجد، نظرا لظروف عملها، بعيدة عن العائلة".