اقتصادكم
منذ الساعات الأولى التي أعقبت زلزال الحوز، تكاثفت جهود المواطنين لتعزز جهود السلطات الرامية إلى التخفيف من آثار هذه الكارثة الطبيعية، بتعليمات ملكية سامية، لتشكل جبهة موحدة هدفها تجاوز هذه المحنة الأليمة.
وأثارت التعبئة التي أظهرها الملك محمد السادس والأمة المغربية، لمواجهة تحديات الزلزال إعجاب المنتظم الدولي، وعكست الصورة التي رسمتها الزيارة الملكية لمستشفى مراكش من أجل تفقد حالة الضحايا والتبرع بالدعم، أعظم معاني التضامن، إذ جابت الصور الملكية العالم خلال الساعات الماضية، باعتبارها من أكثر المشاهد الإنسانية المؤثرة والعميقة للغاية.
وسلت الفاجعة الضوء على قيم التضامن المتأصلة في المجتمع المغربي، من خلال تعبئة المواطنين المتطوعين وفاعلي المجتمع المدني لجمع المساعدات من مواد غذائية وأفرشة وخيام ومختلف الإمدادات، وإيصالها إلى المناطق المتضررة، فيما شهدت مدن المملكة تشكل طوابير طويلة بالقرب من المستشفيات للتبرع بالدم.
المأساة أعادت تكريس قيم التضامن بين مختلف مكونات المجتمع المغربي، وكشفت للعالم عن اعتزاز الانتماء إلى وطن اسمه المملكة المغربية، ليصبح "تضامن الشعب المغربي، نموذجا يتعين أن يكون جزءا من التراث غير المادي للإنسانية".
وجسد المواطنون يدا في يد، من كافة الفئات العمرية والسلطات، بقوة هذا الاتحاد في مواجهة الفاجعة من خلال 3نموذج حي، بتكشف بعد مع وصول أولى قوافل المساعدات الغذائية واللوجستية إلى دوار تيميشا بالجماعة القروية إيمي نولاون.
وفور وصولها إلى هذا الدوار، الذي يبعد عن مدينة ورزازات بحوالي 100 كلم، شرعت عناصر القوات المسلحة الملكية، مدعومة بعناصر من الدرك الملكي والقوات المساعدة، في تفريغ الشاحنات والعربات المحملة بالمواد الضرورية والأدوية، ومواد التنظيف والتطهير فضلا عن الأفرشة والأغطية.
ولم يتردد سكان الدوار في التعبئة لمساعدة السلطات في عملية تفريغ العربات والشاحنات.
وقد مكن التآزر والتنسيق التام بين السلطات وسكان دوار تيميشة، من ضمان سلاسة هذه العملية الإنسانية، وبالتالي تكريس قيم التعاون والتضامن التي ميزت المغاربة على الدوام.
وأشاد العديد من السكان، بالالتزام البطولي للسلطات، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، وكذا بسرعة تفاعلها، رغم الظروف الصعبة، من أجل تقديم المساعدة وتوفير ظروف الراحة للمتضررين.
كما أشادوا بالجهود الدؤوبة التي تبذلها مختلف فرق الإنقاذ في العديد من القرى، متحدية كل الصعاب من أجل إنقاذ الناجين المحتملين، والعالقين تحت أنقاض المنازل المنهارة.
وبينما تتواصل جهود الإنقاذ والإغاثة في المناطق الأكثر تضررا من جراء هذه الكارثة الطبيعية بإقليم ورزازات، عبأت السلطات المحلية من جهتها كافة الموارد البشرية واللوجستية لإعادة فتح الطرق المتضررة بهدف إيصال المساعدات للسكان المتضررين.