زخم تصديري غير مسبوق يضع الأفوكادو المغربي في قلب المنافسة الدولية

آخر الأخبار - 21-12-2025

زخم تصديري غير مسبوق يضع الأفوكادو المغربي في قلب المنافسة الدولية

اقتصادكم


لم يعد الأفوكادو المغربي مجرد منتج فلاحي موجّه للسوق الأوروبية، بل أضحى رمزا لتحول بنيوي عميق في خريطة التجارة الفلاحية المتوسطية، مدفوعا بزخم تصديري متسارع وطموح واضح لاختراق أسواق عالمية جديدة.

وكشفت صحيفة "إل ديباتي" الإسبانية أن صادرات الأفوكادو المغربي إلى الاتحاد الأوروبي شهدت قفزة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، إذ تضاعفت ست مرات في فترة وجيزة، منتقلة من نحو 18.745 كيلوغرامًا سنة 2018 إلى ما يقارب 120 ألف كيلوغرام متوقعة بحلول سنة 2025.

وتابعت الصحيفة الإسبانية أن هذا النمو اللافت لا يقتصر على حجم الصادرات فقط، بل يعكس توسعا هيكليًا في القدرات الإنتاجية للمغرب، مدعوما بارتفاع المساحات المزروعة بالأفوكادو بأكثر من 150 في المائة بين عامي 2018 و2023، في وتيرة يصعب على المنافسين الأوروبيين مجاراتها.

وذكرت “إل ديباتي” أن إسبانيا ما تزال تحتفظ بموقعها كمرجع أول داخل أوروبا، بحصة إنتاج تبلغ 77 في المائة، غير أن هذا التفوق التاريخي بات مهددًا بفعل الضغط المتزايد الذي يفرضه المنتج المغربي، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج وقيود المياه التي تكبل توسع المزارع الإيبيرية.

وأبرز المصدر أن الربحية داخل القطاع الإسباني أصبحت أكثر تعقيدًا، مقارنة بالمغرب الذي يستفيد من وفرة الأراضي الزراعية، وانخفاض نسبي في التكاليف، وتوفر شروط مناخية وتربوية مواتية، ما يمنحه قدرة تنافسية عالية على مستوى السعر وحجم الإنتاج.

ولفت إلى أن الحضور المغربي في السوق الأوروبية لم يعد ظرفيًا، بل ترسخ بشكل واضح، حيث يقدم المغرب نفسه اليوم باعتباره “العملاق الجديد للأفوكادو في منطقة المتوسط”، مدعوما بزخم تصديري متصاعد واستراتيجية إنتاجية بعيدة المدى.

وأضاف أن هذا التموقع القوي داخل أوروبا فتح شهية المغرب لتوسيع آفاقه التجارية، إذ بات يتجه لمنافسة كبار المنتجين في أمريكا الجنوبية داخل السوق الآسيوية، مستفيدًا من تنامي الطلب في دول ذات كثافة سكانية عالية وقدرة استهلاكية متزايدة.

وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن اختراق الأسواق الآسيوية، مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية، يظل رهينًا بتجاوز الإكراهات اللوجستية الطويلة، وتكييف المنتوج مع معايير الجودة الصارمة، ما سيحدد مستقبل الأفوكادو المغربي كلاعب عالمي في التجارة الفلاحية.