اقتصادكم-إيمان البدري
غيرت "البوفا" أو "كوكايين الفقراء" موازين العرض والطلب في سوق المخدرات، بعدما استطاعت خلال فترة وجيزة تسجيل إقبال غير مسبوق، خصوصا في صفوف الشباب، معتمدة على السعر المنخفض نسبيا مقارنة مع أنواع أخرى من المخدرات الصلبة، إذ يتراوح بين 50 درهم و600، ويمنح نشوة توازي "الكوكايين" و"الهيروين" وغيرها.
وانتشر بين أوساط الشباب مخدر " البوفا" الخطير أخيرا، الذي حمل خصائص إدمان جديدة، حولت حياة مستهلكيها إلى جحيم، بسبب تأثيرها السريع على العقل، رغم آثارها الجانبية التي يمكن أن تصل إلى الانتحار.
ويعتبر حب الاكتشاف والفضول أهم أسباب الوقوع ضحية إدمان "البوفا"، حسب كريم، متعاطي سابق للمادة، لم يتردد في الكشف لـ"اقتصادكم"، عن خطورتها الإدمانية، خصوصا أن سعرها ليس كبيرا مقارنة مع أنواع أخرى من المخدرات الصلبة، التي استحوذت على العرض في السوق خلال الفترة الماضية.
وقال كريم، إني "بدأت أتعاطى هذا المخدر رغبة مني في الاكتشاف والشعور بالنشوة والقوة الجسدية والذهنية التي تمنحها المادة بعد استنشاقها، خلال مدة قصيرة لا تتجاوز 17 دقيقة، الأمر الذي يدفعني إلى استهلاك جرعات إضافية".
ويفقد الإدمان على "البوفا" الإنسان قدرته على التحكم في تصرفاته، بسبب المواد الذي تحتوي عليها، وهي عبارة عن بقايا مخدر الكوكايين والأمونيا ونشا الذرة، وكذا بيكربونات الصوديوم.
وبهذا الخصوص، حذرت فعاليات مدنية ناشطة في مجال مكافحة المخدرات من مخاطر انتشار "البوفا" بين الشباب، نظرا لخطورتها على صحتهم النفسية والجسدية، إذ يمكنها أن تؤدي في بعض الحالات إلى الانتحار لشدة تأثيرها على الجهاز العصبي.
وربطت رشيدة المقرئ الإدريسي، رئيسة الائتلاف المغربي لمحاربة الإدمان، في تصريح لـ"اقتصادكم"، أسباب انتشار هذا المخدر بين الشباب، بالرغبة في اكتشاف التغييرات الجسدية والذهنية التي يتيحها المخدر، مع سهولة اقتنائه بأثمنة تبدأ من 50 درهما إلى 600، من قبل تجار المخدرات.
وحذرت رئيسة الائتلاف المغربي لمحاربة الإدمان من سرعة انتشار مخدر "البوفا" بين الشباب، إذ يشكل هذا المخدر خطورة كبيرة على القدرات العقلية والجسدية للمستهلكين، إذ يتسبب في نوبات قلق مخيفة مصحوبة بهلوسة .
وأضافت المتحدثة ذاتها، بأن من بين أعراض إدمان "البوفا" الشعور بالقلق الشديد بالإضافة ولتوتر وفقدان القدرة على النوم، الذي يمكن أن يستمر إلى 4 أيام، ما يدفع البعض إلى استهلاكها مع أنواع أخرى من المخدرات، مثل الحشيش، الذي يمنح رغبة بالنوم.
ودعت الفاعلة الجمعوية السلطات وجميع المتدخلين إلى تنسيق الجهود لاحتواء ترويج مخدر "البوفا"، مشددة على أهمية تكثيف الحملات التوعوية والتحسيسية، بغية التعريف بمخاطر إدمانها.