سفيرة المغرب في كولومبيا: قضية الصحراء المغربية خط أحمر

آخر الأخبار - 14-03-2023

سفيرة المغرب في كولومبيا: قضية الصحراء المغربية خط أحمر

اقتصادكم

أعربت فريدة لوداية، سفيرة المغرب بكولومبيا، عن الأسف للموقف الأخير الذي اتخذته الحكومة الكولومبية الجديدة في ما يتعلق بمسألة الصحراء المغربية، مؤكدة أن "أصدقاءنا الكولومبيين يجب أن يفهموا أن قضية الصحراء المغربية، التي تعتبر بالنسبة لبلدنا مسألة سيادة ووحدة ترابية تشكل خطا أحمر".

وقالت سفيرة المغرب في حوار نشرته "باب"، المجلة الشهرية الذكية التي تصدرها وكالة المغرب العربي للأنباء، ضمن عدد مارس، "ما يجب أن يفهمه أصدقاؤنا الكولومبيون هو أن مسألة الصحراء المغربية ، التي هي بالنسبة لبلدنا مسألة سيادة ووحدة ترابية تشكل خطا أحمر".

بالعودة إلى الانقلاب "المؤسف" لكولومبيا الذي بدأ في غشت 2022 مع وصول الرئيس غوستافو بيترو إلى السلطة، على حساب العلاقات الممتازة التي حافظ عليها البلدان منذ أكثر من 40 عاما، أشارت فريدة لوداية، في السياق، إلى "الموقف الواضح الذي عبر عنه الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى الـ 69 لثورة الملك والشعب، في 20 غشت 2022: "ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات".

وبحسب السفيرة المغربية ، فإن "المدهش (في الموقف الجديد لكولومبيا) هو أن نرى اليوم هذا البلد، الذي كان دائما يحترم الشرعية الدولية، متبنيا مبدأ أساسيا يتمثل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، يتخذ موقفا بشأن مسألة لا تزال موضع نقاش داخل الأمم المتحدة ولم يتخذ بشأنها قرار نهائي بعد ".

وأعربت لوداية عن استغرابها لكون "الحكومة الكولومبية الحالية لا ترى أنه مجديا انتظار نتيجة مفاوضات الأمم المتحدة، لحسم النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية".

من خلال تبني موقف جديد يخالف الموقف التقليدي لكولومبيا، فإن الحكومة الجديدة "تحكم بذلك مسبقا على نتيجة المفاوضات، التي لا تزال جارية ، من خلال منح وضع" الدولة "وإقامة ما تصفه بـ" العلاقات الدبلوماسية "مع حركة انفصالية إرهابية، ونحن نعلم جميعا أن الغالبية العظمى من الدول لا تعترف بهؤلاء الأشخاص ولا حتى الأمم المتحدة".

وذكرت سفيرة المغرب في هذا السياق ، بأن "كولومبيا حافظت على الدوام ، منذ عدة عقود ، على موقف بناء يدعم جهود المغرب للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من لدن الأطراف، على أساس مبادرة التفاوض بشأن نظام للحكم الذاتي لجهة الصحراء، والتي تم تكريس سموها في 18 قرارا من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، منذ عام 2007 ، حيث وصفت بأنها "جادة وذات مصداقية وواقعية" ، سواء من قبل مجلس الأمن أو المجتمع الدولي ".

وأوضحت لوداية، في هذا الصدد، أن "هذا الموقف الذي اتخذته الحكومة الجديدة هو أبعد ما يكون عن موقف الطبقة السياسية في البلاد"، مذكرة بأن مجلس الشيوخ الكولومبي قد تبنى في 19 أكتوبر 2022 ملتمسا أعرب فيه بوضوح ما لا يقل عن 63 من أعضاء مجلس الشيوخ من أصل 108، يمثلون الأحزاب السياسية الرئيسية التسعة، "عن دعمهم للمغرب واحترام سيادته ووحدته الترابية".

واعتبرت أن كولومبيا، التي لديها أيضا نزاع إقليمي لعدة سنوات مع نيكاراغوا ، "يجب أن تكون حساسة بشكل خاص للقضايا المتعلقة بسيادة الدول ، وبالتالي، تقييم وتقيس بشكل أفضل مدى أهمية القرارات التي تتخذها" إزاء البلدان الأخرى.

وتساءلت في هذا السياق، أود أن أعرف كيف سيكون رد فعل أصدقائنا الكولومبيين إذا تدخل المغرب ، بطريقة أو بأخرى ، في النزاع الإقليمي بينهم وبين نيكاراغوا؟ أنا أطرح السؤال ... ".

هذا الموقف الجديد لكولومبيا يتناقض مع "التميز الذي لطالما اتسمت به العلاقات بين المغرب وكولومبيا، والتي وصلت في السنوات الأخيرة إلى مستويات مثلى، غير مسبوقة".

وفي هذا الصدد ، ذكرت السفيرة بشكل مفصل بالتطور الإيجابي للعلاقات الثنائية ، الذي تميز "بدينامية مثمرة ، يقودها الملك محمد السادس، والتي مكنت من عقد العديد من الاجتماعات الثنائية والآليات المؤسساتية بين المغرب وكولومبيا".

في ظرف عامين فقط، أجرى وزيرا خارجية البلدين محادثات في ثلاث مناسبات، كان آخرها في أكتوبر 2021.

وأسفرت المشاورات السياسية وآليات التعاون عن نتائج واعدة، من بينها إطلاق برنامج تعاون تقني وعلمي وثقافي للفترة 2020-2022، وتحديد مجالات جديدة ذات أولوية للتعاون تشمل ، على الخصوص، الأمن الصحي والزراعة والصناعة التقليدية والسياحة.

وفي أبريل 2021، وقع البلدان اتفاقيات ثنائية مهمة أتاحت، بالإضافة إلى إثراء الترسانة القانونية الثنائية ، زيادة التشاور حول القضايا الأمنية الرئيسية، وذلك بفضل مذكرة التفاهم بشأن التعاون في مجال معالجة ومكافحة إشكالية المخدرات العالمية، وتعزيز التعاون جنوب جنوب من خلال مذكرة التفاهم بين الوكالة المغربية للتعاون الدولي والوكالة الرئاسية لكولومبيا، فضلا عن تعزيز الآفاق الجديدة، وسيما الاقتصادية والسياحية بفضل إبرام اتفاقية خدمات جوية.

كما تم تعزيز العلاقات الإنسانية بين المواطنين المغاربة و الكولومبيين بفضل اتفاقية الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر العادية، والتي دخلت حيز التنفيذ في 28 نونبر 2021.

وخلصت فريدة لوداية إلى أنه طوال هذه الفترة ، "تمكنا من معاينة مدى تقارب وجهات النظر التي توحد المغرب وكولومبيا، مع الاقتناع العميق بأننا كنا دائما  البلدين" يتقاسمان نفس الرؤى "، وهي قناعة تم إحباطها للأسف في غشت 2022.