اقتصادكم
أكد الرئيس التنفيذي لـ“كاش بلوس”، نبيل عمار، أن الشركة لم تعد مجرد فاعل بسيط في مجال تحويل الأموال كما يعتقد جزء من الرأي العام، بل تحولت إلى منصة تكنولوجية متكاملة تُنجز ما يقارب 400 مليون عملية سنوياً، وتدبر حسابات أداء لنحو مليوني زبون يتوصلون برواتبهم وتعويضاتهم ومختلف المساعدات الاجتماعية.
وشدد نبيل عمار في حوار مع موقع "BourseNews"، على أن “كاش بلوس” باتت اليوم فاعلا رئيسياً في منظومة الشمول المالي بالمغرب، بفضل شبكة تضم أكثر من 5000 نقطة خدمة تغطي مختلف جهات المملكة وتربط شركات متعددة الجنسيات بالسوق المحلي.
وذكر عمار أن “كاش بلوس” تأسست قبل عشرين عاماً انطلاقا من رؤية جوهرية لتقريب الخدمات المالية من المواطنين، قبل أن تتطور تدريجياً عبر الانخراط في الإطار التنظيمي لبنك المغرب، إذ حصلت سنة 2010 على رخصة تحويل الأموال، ثم على رخصة مؤسسة أداء.
وتابع أن الشركة شهدت انفتاحا متدرجاً في رأسمالها بدخول صندوق استثماري سنة 2014، ثم “فاميلي أوفيس” سنة 2020، وصولاً إلى محطة الولوج إلى السوق المالي، وهو تحول يعكس نضج الشركة واستعدادها للمرحلة المقبلة.
وواصل المتحدث ذاته أن “كاش بلوس” شركة مستقلة وغير تابعة لأي مؤسسة مالية، ما يمنحها مرونة عالية وقدرة كبيرة على الابتكار، مؤكداً أن نموذجها القائم على الشراكة مع الوكلاء والفرنشايز يمثل رافعة أساسية لرفع مداخيل الشركاء وتوسيع شبكة الخدمات.
شبكة أوسع وخدمات تتجاوز 150 خدمة في قلب التحول الجديد
وأبرز أن عدد الخدمات المتاحة عبر الوكالات يفوق اليوم 150 خدمة لتشمل تحويل الأموال، الحسابات، التأمينات، الخدمات الإدارية، معالجة ملفات التعويضات الصحية، وبرامج الدعم مثل مساعدات مربي الماشية وغيرها.
كما أوضح عمار أن الشركة تعتزم توجيه مبلغ 400 مليون درهم من عملية زيادة الرأسمال لدعم مشروع تحولي واسع خلال السنوات المقبلة، يركز على الاقتراب أكثر من المغاربة، مادياً ورقمياً.
واسترسل أن لدى “كاش بلوس” حالياً 5000 نقطة خدمة، 20% منها في العالم القروي، وتسعى إلى تعزيز حضورها هناك عبر توفير خدمات مالية وغير مالية تُسهم في فك العزلة ومواكبة احتياجات السكان.
وبيّن الرئيس التنفيذي لشركة تحويل الأموال أن تطوير البنية التكنولوجية للشركة يمثل محورا رئيسياً في استراتيجيتها المستقبلية، خصوصا في ظل الفرص الكبيرة التي يتيحها سوق الأداءات.
كما صرح أن نحو مليون شخص يملكون حسابات أداء لدى “كاش بلوس”، لكنهم يحتاجون اليوم إلى وسائل دفع حديثة وبطاقات أكثر استعمالاً في المتاجر.
العالم القروي في قلب التوسع المالي لـ“كاش بلوس”
وزاد موضحاً أن السوق المغربية تتضمن حاليا فقط 70 ألف تاجر يتوفرون على أجهزة دفع إلكتروني، بينما يصل عدد التجار المحتملين إلى 1.5 مليون، ما يجعل هذا القطاع أحد أهم محركات النمو المستقبلية للشركة.
وأشار عمار إلى أن العالم القروي يمثل محركا مهماً لاستراتيجية النمو، لأن 40% من سكان المغرب يعيشون في الوسط القروي، ولأن أغلب حاملي حسابات الأداء لدى الشركة ينتمون لهذا الفضاء.
وأضاف أن تمكين هؤلاء من وسائل دفع عصرية سيسهل عمليات السحب والدفع ويعزز اندماجهم المالي، وهو ما يشكل جزءاً أساسياً من رؤية الشركة في توسيع الخدمات المالية الشاملة.
وفي ما يخص التوقعات المالية لسنة 2025، ذكر الرئيس التنفيذي أن الشركة تتوقع تحقيق رقم معاملات يناهز 1.8 مليار درهم، بصافي ربح يقارب 240 مليون درهم.
ولفت إلى أن خطة الأعمال المقدمة للمستثمرين مبنية على الأنشطة الحالية فقط، دون احتساب التحولات التي ستشهدها الشركة خلال السنوات المقبلة، ما يجعل التوقعات محافظة وترك مساحة لمفاجآت إيجابية للسوق.
كما أظهر عمار أن مصادر إيرادات الشركة تتوزع بين خدمات مالية تشمل التحويلات الوطنية والدولية، إدارة الحسابات، السحب، دفع الفواتير، وخدمات الأداء بالبطاقة، وبين خدمات غير مالية مثل الاتصالات، الإرساليات، الطرود، والدفع الإلكتروني، إلى جانب خدمات مرتبطة بالتجارة الإلكترونية، ما يجعل نموذج الشركة متنوعاً وقادراً على مواجهة التقلبات.