فرنسا أو الصين.. أيهما أفضل لإنشاء "براق" جديد في المغرب؟

آخر الأخبار - 02-09-2022

فرنسا أو الصين.. أيهما أفضل لإنشاء "براق" جديد في المغرب؟

 

اقتصادكم
 
تطمح الصين بقوة إلى الحصول على صفقة إنشاء خط جديد للقطار فائق السرعة، يربط بين الدار البيضاء وأكادير، وبالتالي توسيع نطاق عملها في هذا المجال وفتح سوق جديد بالقارة الأفريقية، وتأكيد تطورها الكبير خلال العقد الأخير في هذا المجال.
 
وأكد لي تشانغ لين، السفير الصيني بالمغرب، أن بلاده تتطلع إلى تشييد الخط الثاني للقطار فائق السرعة، وأنها قادرة بفضل خبرتها، على إنجاح هذا الورش، علما أن فرنسا كانت وراء تشييد الخط الأول لقطار "البراق"، الذي يصل الدار البيضاء بمدينة طنجة.
 
ما هي مميزات القطار فائق السرعة الصيني؟ وهل يتناسب مع احتياجات المغاربة؟ وهل تجعله كلفته المتوسطة أقل جودة من نظيره الفرنسي؟
 
 
 
الصين وثورة القطارات فائقة السرعة
 
تتوفر الصين على أكبر شبكة للقطارات على مستوى العالم، ففي سنة 2002 وضعت الحكومة برنامجا يمتد على 15 سنة، يروم تشييد العديد من خطوط القطارات في مختلف قارات العالم. وشيدت الصين إلى غاية صيف سنة 2020 حوالي 144 ألف كيلومتر من السكك الحديدية، منها 39 ألف كيلومتر تهم القطارات فائقة السرعة.
وتقل شبكة القطارات الصينية على مستوى العالم 1.5 مليار مسافر سنويا، وشيدت الشركات الصينية 60% من مجموع القطارات فائقة السرعة الموجودة في جميع بقاع العالم، لتنافس بقوة مختلف الشركات الغربية، خاصة أن تكلفتها تعتبر مناسبة قياسا بما تتقاضاه شركات أوروبية نظير تشييد خطوط جديدة للقطارات.
واستثمرت الصين الكثير في البحث والتطوير لإنشاء قطارات فائقة السرعة تسير بـ 380 كيلومتر في الساعة، وهو الهدف الذي وصلت إليه سنة 2010 من خلال شركة "شاينا ساوث لوكوموتيف"، التي شيدت لاحقا خطا للقطار فائق السرعة يربط بين مدينتي بيكين وشنغهاي، يسير بسرعة 468 كيلومتر في الساعة، وقطع 1300 كيلومتر بين المدينتين في ظرف أقل من أربع ساعات.
 
 
 
مميزات عديدة بتكلفة أقل
 
تستفيد أكبر شركات القطارات والسكك الحديدية في الصين من دعم مالي حكومي ومختلف الأبناك المحلية، مما جعلها تقدم أسعار تنافسية وتعرض خدمات على أعلى مستوى، لكن بتكلفة أقل من باقي الدول الأوروبية.
استطاعت الصين أن "تغزو" مختلف قارات العالم بقطاراتها، إذ شيدت خطوطا في الهند وسري لانكا وأستراليا وتركيا والأرجنتين وكازاخستان والعراق وتايلاند، كما استطاعت أن تبرم اتفاقيات مع بعض الولايات والمدن الأمريكية، آخرها شيكاغو سنة 2016، إذ قامت ببيع 840 عربة قطار لعمادة المدينة مقابل 1.3 مليار دولار.
واستثمرت الصين تقدمها الكبير على المستوى التكنولوجي في صناعة القطارات، إذ أخرجت جيلا جديدا من القطارات فائقة السرعة، التي تملك العديد من الخصائص والمميزات، أبرزها برمجة القطارات بشكل شبه أوتوماتيكي، يجعلها قادرة على تعويض أي تأخر محتمل في التوقفات الطارئة أو التوقفات بالمحطات، بالزيادة في سرعتها عند نقط مختلفة، حتى تصل إلى الوجهة المحددة في التوقيت المحدد بدون أي دقيقة من التأخر.
وتملك هذه القطارات الذكية أنظمة تجعلها تستشعر أي كوارث طبيعية محتملة، مثل الزلازل أو الفيضانات أو غيرها، كما توفر لركابها خدمات عديدة، أبرزها شحن الهواتف بدون الحاجة إلى شاحن تقليدي، وغيرها من وسائل الراحة والترفيه.
وتملك شركات القطارات الصينية 46 فرعا في العالم، وتوظف 180 ألف شخصا، وتنتج 200 ألف قطار فائق السرعة سنويا، ويبلغ رقم معاملاتها السنوي 30 مليار دولار، وتسوق وتبيع منتوجاتها في 102 دولة.
 
 
 
المغرب.. بين فرنسا والصين
 
تواصل الصين إظهار اهتمامها بالمغرب كسوق جديدة بالنسبة إلى تشييد خطوط سككية جديدة، محاولة استغلال الفتور في العلاقات بين المملكة وفرنسا، التي كانت وراء تشييد الخط الأول للقطار فائق السرعة، الذي يربط بين الدار البيضاء وطنجة، وذلك قبل نحو شهر ونصف من الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، التي سيلتقي خلالها الملك محمد السادس.
وسيكلف مشروع خط القطار فائق السرعة الجديد (الدار البيضاء - أكادير) غلافا ماليا لا يقل عن 75 مليار درهم، مع العلم أن الملك محمد السادس قال في خطابه بمناسبة الذكرى 44 للمسيرة الخضراء، إن مشروع الربط السككي بين مراكش وأكادير يشكل ركيزة أساسية في تنمية جهة سوس ماسة.
وتم الانتهاء من إنجاز مختلف الدراسات المتعلقة بالمشروع، كما تم اقتناء مساحة أرضية تفوق 20 هكتار من قبل المكتب الوطني للسكك الحديدية، لإنشاء محطة القطار بأكادير.
وينتظر أن يمتد الخطط السككي مراكش - أكادير على مسافة 236 كيلومتر، وسيكون الهدف المستقبلي هو ربط الخط الأول لقطار البراق بين طنجة والدار البيضاء، بالخط الذي سيربط العاصمة الاقتصادية للمملكة بأكادير.
ويتطلع المغرب، من خلال رؤية سنة 2040 للمكتب الوطني للسكك الحديدية، إلى التوفر على  1300 كيلومتر من خطوط القطار فائق السرعة، مقابل 3800 كيلومتر من الخطوط العادية، إذ سيتم توزيع شبكة السكك الحديدية في المملكة، لتربط بين 43 مدينة.