فوزي لقجع: تنظيم المونديال استراتيجي وكلفة الملاعب لا تدرج ضمن الميزانية العامة

آخر الأخبار - 31-10-2025

فوزي لقجع: تنظيم المونديال استراتيجي وكلفة الملاعب لا تدرج ضمن الميزانية العامة

اقتصادكم

 

أكد فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، أن انخراط المغرب في مسار تنظيم كأس العالم لا يعد مجرد مشروع رياضي، بل هو ترجمة عملية لرؤية استراتيجية متكاملة تسعى إلى تعزيز التنمية الوطنية على مختلف المستويات.

وأوضح أن المشاريع المرتبطة بالمونديال ستمكّن المغرب من تحقيق قيمة مضافة كبيرة، وتخلق فرصًا جديدة للنمو والتشغيل، بما يخدم مصلحة الوطن في شموليته.

جاءت تصريحات لقجع خلال عرضه ردود الحكومة على مداخلات النواب، في إطار المناقشة العامة لمشروع قانون المالية لسنة 2026 بلجنة المالية بمجلس النواب، أمس الخميس .

المونديال كمدخل للتنمية المندمجة

وأوضح الوزير أن كأس العالم يمثل ورقة محورية في خريطة التنمية الوطنية، إذ تتقاطع فيه مختلف الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، وعلى رأسها القطاع الصحي.

وأشار إلى أن الملف الثلاثي الذي قدمه المغرب رفقة إسبانيا والبرتغال، ونال موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم بالإجماع، تضمّن التزامات واضحة، أبرزها ما يتعلق بتقوية المنظومة الصحية الوطنية.

وأضاف أن تنظيم كأس العالم لا يمكن أن يتحقق إلا بتوافر نظام صحي بمعايير عالمية، سواء على مستوى أقسام المستعجلات أو خدمات العلاج أو الرعاية الطبية الموجهة للجماهير واللاعبين والمنتخبات المشاركة.

البنية التحتية.. تسريع وتيرة التنمية

وفي معرض حديثه عن سرعة إنجاز المنشآت الرياضية، شدد لقجع على أن هذا الأداء لا يقتصر على المجال الكروي، قائلاً:«استطعنا إنجاز ملعب مولاي عبد الله في حلته الجديدة خلال فترة قياسية، كما أنجزنا مستشفى جامعياً في المدة الزمنية ذاتها، ما يؤكد قدرتنا على تحقيق المشاريع الكبرى بكفاءة وسرعة».

وبيّن أن تكاليف بناء الملاعب لا تُدرج ضمن الميزانية العامة للدولة، موضحاً أن الكلفة الإجمالية للمشاريع المرتبطة بالمونديال تُقدّر بحوالي 3 مليارات درهم، منها 1.6 مليار درهم مخصصة للمكتب الوطني للسكك الحديدية.

وأكد أن الغاية الأساسية ليست استضافة الحدث في حد ذاته، بل إنجاز المشاريع التنموية المبرمجة، سواء تم تنظيم المونديال أم لم يُنظّم.

رؤية المغرب 2030: ربط شامل وتنمية متوازنة

وقال لقجع إن التنمية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا بربط شمال المملكة بجنوبها، وشرقها بغربها، مضيفاً:«هذا هو مغرب 2030 الذي نطمح إليه، حيث تصبح مشاريع النقل والبنية التحتية جزءاً من رؤية تنموية شاملة».

وتساءل متحدثاً أمام النواب:«هل إذا أُلغي تنظيم المونديال سنتوقف عن تنفيذ هذه المشاريع؟ هل سنتوقف عن تطوير المطارات أو إصلاح المنظومة الصحية؟ بالتأكيد لا».

وأوضح أن الاستثمار في هذه الأوراش ضروري ومستمر، لأنها تخدم جميع القطاعات، وفي مقدمتها الصحة.

المونديال كرافعة لتسريع الإصلاحات

وأكد الوزير أن العديد من المشاريع التي تُنجز اليوم كان من المقرر تنفيذها بعد عام 2030 أو حتى 2032، غير أن استضافة كأس العالم تشكل فرصة لتسريع وتيرة إنجازها.

وأضاف:«هذا لا يعني أن هذه المشاريع هي الأولوية الوحيدة، لكنها تهمنا جميعاً، لأنها تسهم في تحقيق التنمية الشاملة وتُسرّع الإصلاحات الهيكلية».

رد على التشكيك والهجمات الإعلامية

وفي سياق حديثه عن المنافسة على تنظيم كأس إفريقيا، أوضح لقجع أن المغرب واجه حملات تشكيك من بعض الجهات المنافسة، قائلاً:

«نعرف جيداً من كان منافسنا، ومنذ ذلك الحين يحاول البعض الطعن في قدراتنا، عبر ترويج إشاعات ومؤامرات تتعلق بالكلاب الضالة أو الصور المفبركة وغير ذلك فلماذا ندعو اليوم إلى المقاطعة؟».

واختتم الوزير المنتدب المكلف بالميزانية مداخلته بالتأكيد على أن بعض الانتقادات غير موضوعية ولا تستند إلى معطيات واقعية، مضيفاً أن مثل هذه المواقف لا تصمد أمام الحقائق الميدانية.

وشدد في الختام على أن المطلوب اليوم هو المضي قدماً في مسار الإصلاح والتطوير، لأن كل درهم يُستثمر في هذه المشاريع يعود بالنفع على المواطنين وعلى مستقبل البلاد.