اقتصادكم - حنان الزيتوني
يعبر عدد متزايد من الشباب المغاربة عن رغبتهم في ولوج عالم ريادة الأعمال وتطوير مشاريع مبتكرة ذات بعد تكنولوجي، لكنهم في المقابل ينتظرون من المؤسسات المعنية المزيد من المواكبة والتمويل والربط مع منظومة اقتصادية حقيقية.
هذه الرغبة المتزايدة لا ترتبط فقط بالطموح الفردي، بل تعكس وعيا جديدا لدى جيل رقمي يرى في الابتكار مسارا فعالا لإحداث تأثير اقتصادي واجتماعي، وخلق قيمة مضافة ترتكز على المعرفة.
نحو رؤية مندمجة
ولمواكبة هذا التحول، انخرطت مجموعة من المؤسسات الوطنية في إرساء مبادرات لدعم المقاولات الناشئة وربطها بمراكز البحث والتمويل، في أفق بناء منظومة وطنية متكاملة للابتكار.
وفي هذا السياق، شدد فكرات محمد، رئيس الجمعية المغربية للبحث التنموي، في تصريح لموقع "اقتصادكم"، على أن الابتكار لم يعد مجرد خيار، بل أصبح قلب وروح أي استراتيجية تنموية.
وأوضح فكرات ، أن جمعيته شرعت منذ أسابيع في بلورة خطة عمل استراتيجية ترمي إلى تعزيز دور البحث والابتكار داخل النسيج الاقتصادي الوطني.
وقال في هذا الصدد إن مجلس إدارة الجمعية عقد اجتماعا خصص لتدارس مجموعة من المحاور الكبرى، سيتم تطويرها ضمن خارطة طريق واضحة، تهدف إلى التعريف بالإمكانات الهائلة للبحث العلمي وتسليط الضوء على الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه الابتكار في تجديد النموذج التنموي المغربي.
شراكات عميقة
وأضاف المتحدث نفسه، أنه في إطار نفس الرؤية، تولي جمعيته أهمية بالغة لتقوية العلاقة بين عالم المقاولة والمؤسسات الجامعية، باعتبار أن التفاعل بين الطرفين يمثل أحد مفاتيح تطوير مشاريع مبتكرة ومستدامة.
وأبرز المتحدث أن الهدف هو خلق شراكات مؤسساتية ممنهجة بين المقاولات ومراكز البحث داخل الجامعات، بل وحتى داخل المقاولات نفسها، بما يضمن مواكبة تقنية وعلمية حقيقية للمشاريع، ويسهم في تعزيز قابليتها للتطور في بيئات اقتصادية واقعية.
تعبئة جماعية
ويرى رئيس الجمعية أن نجاح هذا التوجه لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تعبئة جماعية لمختلف الفاعلين في المنظومة، من مؤسسات التمويل العمومية والخاصة، إلى الجامعات، كذلك مراكز التطوير والابتكار، وصولا إلى القطاع الصناعي.
وتابع مؤكدا أن الابتكار يجب أن يتحول من خطاب طموح إلى ممارسة مؤطرة وممأسسة، قادرة على إحداث تغيير فعلي، وتعزيز قدرة المغرب على بناء اقتصاد قائم على المعرفة والذكاء الإنتاجي.