اقتصادكم

بعد سباق انتخابي محتدم، أفرزت صناديق الاقتراع نتائجها في إيطاليا، وكما كان متوقعا، هيمن التحالف المحافظ بقيادة اليمين المتطرف على الانتخابات التشريعية الإيطالية ليوم أمس الأحد.

ووفقا للنتائج الأولى، من المرتقب أن تصبح جيورجيا ميلوني، زعيمة "إخوان إيطاليا"، أول رئيسة حكومة في تاريخ شبه الجزيرة الإيطالية، مما يشكل مكسبا للبعض ومصدر قلق للآخرين، خصوصا المغرب، باعتبارها من أكبر المساندين لجبهة "البوليساريو" الانفصالية.

وأمام جمهور يضم أكثر من 400 صحفي إيطالي وأجنبي، حضروا لمتابعة الأمسية الانتخابية في فندق باركو دي برينسيبي بروما، قالت ميلوني "سنكون حكومة لجميع الإيطاليين".

وعلى منصة مليئة بشاشات عملاقة، ويلتحفها شريط كبير بألوان العلم الإيطالي، دعت ميلوني، التي لم يتوقف تشكيلها السياسي عن إثارة الجدل خلال الحملة الانتخابية، إلى الوحدة والمسؤولية في مواجهة المخاوف الداخلية والخارجية من انتخابها.

ووفقا لاستطلاع رأي أجراه معهد (أوبنيو)، من المتوقع أن يحصل (إخوان إيطاليا) على ما بين 22 و26 % من الأصوات، بينما يتوقع أن يحصل شركاؤه في الائتلاف، حزب (ليغا) اليميني المتطرف بقيادة ماتيو سالفيني على 6 % من الأصوات، و(فورزا إيطاليا) المحافظ بزعامة سيلفيو برلسكوني على 8 % من الأصوات.

ومن المقرر أن يفوز الائتلاف بحوالي 43 % من الأصوات، ما يمنحه الأغلبية المطلقة في كل من مجلسي النواب والشيوخ. ولأول مرة منذ 1945، يمكن لحزب يميني متطرف أن يحكم إيطاليا.

وبعد حملة وصفتها بـ "العنيفة"، تمكنت جيورجيا ميلوني، المنحدرة من روما والبالغة من العمر 45 سنة، من تجميع مخاوف وغضب ملايين الإيطاليين في مواجهة ارتفاع الأسعار والبطالة والتهديدات بالركود الاقتصادي أو الإهمال الذي يطال الخدمات العمومية. من جانبه، حصل اليسار بزعامة إنريكو ليتا، ما بين 17 % و21 من الأصوات.

بدورها، حصلت (حركة الخمس نجوم) على المركز الثالث بحسب استطلاعات الرأي، حيث حصلت على نتيجة تتراوح بين 13,5 % و17,5 من الأصوات.

يشار إلى أن هذا الاقتراع، الذي تقرر في اللحظة الأخيرة بعد استقالة ماريو دراغي في سياق اقتصادي وجيوسياسي متوتر، تميز بإقبال منخفض للناخبين.

وقالت وزارة الداخلية على موقعها الإلكتروني إن 64,67 % من الناخبين صوتوا إلى غاية الساعة الحادية عشر مساء، مقابل 73,68 % خلال الفترة نفسها في الانتخابات التشريعية 2018.

ويرتقب أن يتم تعيين الحكومة الجديدة خلال الأيام القادمة، لكن طريق تكوين الفريق الحكومي قد يكون طويلا. ففي السابق، استغرقت هذه العملية ما بين أربعة إلى اثني عشر أسبوعا.