اقتصادكم
على الرغم من قرار الحكومة بمواصلة دعم المحروقات في المغرب لصالح مهنيّي قطاع النقل، فإن هذه الإجراءات تواجه اعتراضات داخلية، خاصةً من قبل النقابات والتيارات المعارضة.
وعملت الحكومة خلال هذه السنة، على تقديم دعم استثنائي لصالح مهنيّي النقل الطرقي لمواجهة الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات، والتي سجلت مستويات قياسية، بعد ارتفاع أسعار النفط عالميا عقب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
وفتحت وزارة النقل، الاثنين 26 دجنبر الجاري، باب التسجيل للحصول على الدفعة الثامنة من دعم المحروقات في المغرب لصالح سائقي النقل العام.
وفي هذا الصدد، قالت وزارة النقل واللوجيستيك، إن فتح عملية التسجيل للحصول على دعم إضافي لفائدة مهنيّي النقل يأتي تنفيذا للقرار الذي اتخذته الحكومة خلال اجتماعها الأربعاء الماضي 21 دجنبر الجاري.
وأشارت إلى عملية التسجيل للحصول على دعم الوقود في المغرب تجري عبر المنصة الإلكترونية "مواكبة"mouakaba.transport.gov.ma
ويطالب مهنيّو النقل والمعارضة، منذ رفع الدعم عن المحروقات، بوضع سقف لأسعار الوقود وتحديد هامش الربح بالنسبة لشركات التوزيع.
اعترض عدد من مهنيّي النقل على آليات صرف الدعم الإضافي للدفعة الثامنة، والتي ستجري وفقًا للشروط والكيفية المعتمدة في دفعة الدعم المقدمة في 28 شتنبر الماضي، وهو ما يعني التراجع عن نسبة الزيادة التي أُقرّت في الدفعتين الأخيرتين بنسبة 40%.
ويأتي إعلان الحكومة عن التسجيل بالدفعة الثامنة في الوقت الذي تستعد فيه الأوساط النقابية لحشد القواعد خلال يناير المقبل، للاحتجاج على آليات دعم الوقود في المغرب.
وتطالب نقابات النقل بوضع حلول جذرية لأزمة ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب، من خلال وضع سقف أرباح شركات الوقود، إذ يرون أن ما تقدّمه الحكومة مجرد مسكنات فقط، فضلًا على تراجعها في الدفعة الأخيرة عن الزيادات المقررة.
ومن المقرر أن يعقد التنسيق النقابي لقطاع النقل، الذي يتشكّل من 8 نقابات، اجتماعًا عاما في يناير المقبل، بالدار البيضاء، من أجل مناقشة أزمة المحروقات والخروج بقرارات نهائية حول طبيعة الأشكال الاحتجاجية التي سيخوضها المهنيون.
وفي مارس الماضي، أطلقت الحكومة آلية لدعم المحروقات في المغرب لصالح سائقي النقل في أعقاب ارتفاع أسعار النفط وتسجيلها أعلى مستوى خلال 14 عامًا، ما نتج عنه ارتفاعات قياسية في أسعار الوقود.
وجاء الدعم الاستثنائي لصالح مهنيّي النقل الطرقي بهدف الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين، في ظل الظروف الراهنة التي تتّسم باستمرار ارتفاع أسعار الوقود.
وفي هذا النسق، أكد مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة مؤخرا، أن الحكومة ستخصص دفعة جديدة من الدعم المخصص لمهنيّي النقل، الرامي إلى تجاوز تقلبات أسعار المحروقات.
وأوضح أن إقرار الدفعة الثامنة من الدعم سيوجَّه لمهنيّي النقل، مشيرًا إلى أن مبلغ الدعم سيُحسَب وفق الأسعار التي تباع بها المحروقات.
يأتي دعم المحروقات في المغرب ضمن المخصصات الحكومية البالغة قيمتها 15 مليار درهم ، التي وفرتها الحكومة في ميزانية العام الجاري؛ للحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين.
ومن المتوقع أن يستفيد من الدفعة الجديدة للدعم فئات مهنية مختلفة، إذ سيخصَّص لنحو 180 ألف عربة.
يشار إلى أن الحكومة ربطت نهاية دعم المحروقات في المغرب المخصصة لمهنيّي النقل بانخفاض أسعار الوقود، مؤكدةً أنّ تدخُّلها في هذا الظرف جاء بناءً على الارتفاع الكبير لأسعار المحروقات على المستوى الدولي.
