اقتصادكم
في خطوة جديدة تعزز مكانة المغرب كقوة لوجستية في البحر الأبيض المتوسط، تسلم ميناء طنجة المتوسط آخر دفعة من الرافعات الجسرية العملاقة، ما يدفع قدراته التشغيلية نحو مستويات أعلى من التنافسية العالمية.
وذلك ما كشفه موقع “بورطال بورتواريو” التشيلي، مؤكدا أن شركة Shanghai Zhenhua Heavy Industries (ZPMC) أنهت تسليم آخر رافعتين من نوع Ship-to-Shore (STS) بعد وصولهما مجمعتين بالكامل على متن سفينة الشحن الثقيلة Zhen Hua 35، ما رفع عدد الرافعات في الرصيف T4 من 22 إلى 24 رافعة ممتدة على طول 2,000 متر.
واسترسل الموقع التشيلي أن هذا التعزيز الجديد يمنح محطة APM Terminals T4 كثافة تشغيلية استثنائية، بفضل التركيز الكبير للرافعات مقارنة بطول الرصيف، ما يسمح بتحسين دفقات المناولة وزيادة مرونة التشغيل.
وأوضح أن المحطة تُعد الثانية التي تشغلها APMT داخل ميناء طنجة المتوسط منذ افتتاحها في يونيو 2019.
وذكر “بورطال بورتواريو” أن السنوات الست الماضية شهدت توسعا تدريجيًا للمحطة، لترتفع طاقتها التصميمية إلى 5.20 ملايين حاوية (MTEU) سنويًا، مع اعتماد شبه كامل من طرف شركة Maersk وشريكها في تحالف Gemini، شركة Hapag-Lloyd، إذ تمثل “مايرسك” وحدها نحو 75% من الحركة داخل الرصيف T4.
وتابع التقرير أن البنية المينائية لميناء طنجة المتوسط لا تقتصر على الرصيف T4، بل تشمل كذلك أرصفة مخصصة للرورو والركاب والخزانات، مما يعكس تنوعًا وظيفيا واسعًا داخل واحد من أكبر الموانئ الإقليمية وأكثرها نشاطًا.
وتضم المنصة المينائية أربع محطات رئيسية للحاويات، وفق المصدر عينه: T1 (800 متر) تُشغلها APMT، وT2 (800 متر) تُديرها Eurogate بمساهمة MSC وCMA CGM، وT3 (800 متر) محطة مشتركة بين مرسى ماروك وEurogate وHapag-Lloyd، إضافة إلى T4 (2,000 متر) تحت إدارة APMT بشراكة مع مجموعة أكوا كمساهم أقلية.
ولفت إلى أن هذه المحطات الأربع تعاملت مجتمعة مع 10.24 ملايين حاوية (MTEU) خلال عام 2024، وهو رقم يؤكد صدارة ميناء طنجة المتوسط كأكبر ميناء حاويات في البحر الأبيض المتوسط بفارق واسع عن أقرب منافسيه، وفق الاستشارات المتخصصة التي نقل عنها الموقع.
وأضاف أن وصول الرافعات الأخيرة يضع محطات الحاويات داخل طنجة المتوسط في مرحلة نضج عملياتي، بعدما بلغت قدراتها التوسعية حدودها القصوى تقريبًا، سواء على مستوى التجهيزات أو البنية التحتية الحالية.
كما أورد أن المغرب يفتح الآن صفحة جديدة من التوسع عبر تطوير ميناء جديد للحاويات من الصفر (Greenfield) في منطقة الناظور ويست ميد، وهو مشروع يُرتقب أن يشكل الامتداد الاستراتيجي المقبل لمنظومة الموانئ الوطنية.
وأشار إلى أن هذه المشاريع مجتمعة تعكس رؤية المغرب للتحول إلى منصة لوجستية قارية ودولية، مستفيدًا من موقعه الجغرافي الاستثنائي على مفترق طرق التجارة العالمية.