اقتصادكم
قال محمد نظيمي، المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية، إن الخطاب الملكي لمناسبة عيد العرش، من خلال ما حمله من رسائل قوية، أعاد ترتيب الأولويات في الداخل والخارج، خصوصا ما يتعلق بـ"الجدية" كجزء من قيم المغاربة، ووضع قضية الصحراء المغربية والوحدة الترابية على الدرجة نفسها من الدفاع عن مصالح القضية الفلسطينية، في إشارة إلى رفض أي مزايدات في هذا الشأن.
وأضاف نظيمي في اتصال هاتفي مع "اقتصادكم"، أن الخطاب الملكي أشار بشمل واضح إلى أن نهج الجدية بات شكل اليوم الرهان الوطني الأول والعنوان البارز للتميز والتألق المغربي في جميع المجالات، وكذا محورا أساسيا لتحقيق النجاح وتجاوز كل تحدي يقود إلى أعلى درجات التقدم والتطور، موضحا أن الرسالة المراد إبلاغها للمغاربة، هي أن المملكة تعول اليوم على الفكر الإبداعي للشباب، من أجل التطلع نحو مستقبل مزدهر للمغرب على كافة الأصعدة.
ومن خلال الجدية، يضيف المحلل السياسي، استطاع الملك إيصال رسالة مفادها، أن هذا المبدأ شكل ضمانا لجلب الاستثمار المنتج إلى المغرب، وساهم في المحافظة على الوحدة الترابية، ولا أدل على ذلك من توالي الاعترافات بسيادة المغرب على صحرائه، والدعم المتنامي لمبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، موضحا أن الملك أكد في خطابه على أن الجدية، "يجب أن تظل مذهبنا في الحياة والعمل، وأن تشمل جميع المجالات".
ونبه نظيمي إلى أن الملك اعتبر في خطابه، أن الدينامية الوطنية بلغت اليوم مرحلة متقدمة من النضج، بفضل إرادة سياسية حقيقية، وجهود المغاربة الذين يعملون من اجل التقدم الاجتماعي والاقتصادي للبلاد، موضحا أن هذه الرسالة دعوة لبدل المزيد من الجهود من قبل مختلف الفاعلين، الحكومة والمواطنين والمؤسسات الدستورية وغيرها، لغاية بلوغ أهداف التنمية المخطط لها، وتجاوز المرحلة الحالية الصعبة.
وشدد المحلل السياسي في قراءته للخطاب الملكي لمناسبة عيد العرش، على أن الملك، استغل الفرصة لمخاطبة الشعب الجزائري، والتأكيد على أن المملكة لم تكون مصدر شر أو سوء له، في رسالة لسد الطريق على الدعاية المعادية التي يباشرها النظام الجزائري ويروج من خلالها المعلومات المضللة للجزائريين.
