اقتصادكم
في تحديث جديد صادر عن موقع "ترانسفير ماركت" المتخصص في تقييم اللاعبين والمنتخبات، احتل المنتخب الوطني المغربي المركز الثالث عالميا من حيث القيمة السوقية بين المنتخبات التي ضمنت تأهلها حتى تاريخ 8 أكتوبر 2025 لنهائيات كأس العالم 2026، بقيمة بلغت 396 مليون يورو. ويأتي هذا الترتيب المؤقت في سياق غياب عمالقة أوروبا الذين لم يحسموا تأهلهم بعد.
البرازيل والأرجنتين في الصدارة المؤقتة
تصدرت البرازيل القائمة الحالية بقيمة سوقية بلغت 915 مليون يورو، تلتها الأرجنتين حاملة اللقب بـ722 مليون يورو. ومع ذلك، تبقى هذه الهيمنة مؤقتة، إذ من المنتظر أن تدخل منتخبات أوروبية ذات وزن ثقيل على مستوى القيمة السوقية في قادم الأشهر، مثل فرنسا (1.2 مليار يورو)، إنجلترا (1.5 مليار يورو)، إسبانيا، وألمانيا، وكلها تمتلك تشكيلات تفوق قيمتها السوقية المليار يورو.
“أسود الأطلس” يتفوقون على أميركا وكبار آسيا
في إنجاز يعكس الطفرة النوعية للكرة المغربية، تفوق "أسود الأطلس" على منتخبات كبرى في هذه المرحلة من التصفيات، مثل الولايات المتحدة (304 ملايين يورو)، كولومبيا (290 مليون يورو)، اليابان (202 مليون يورو)، وكوريا الجنوبية (136 مليون يورو). ويعزى هذا التقدم الكبير إلى الجيل الذهبي المغربي الذي يضم أسماء لامعة على غرار أشرف حكيمي ونصير مزراوي وغيرهم من اللاعبين في أكبر الأندية الأوروبية.
ومن المرجح أن يشهد هذا التصنيف تغييرات كبيرة مع اقتراب موعد البطولة في صيف 2026، وذلك بفعل ديناميكيات سوق الانتقالات، تطور مستوى بعض اللاعبين، وظهور مواهب جديدة. كذلك، فإن الأداء في المسابقات القارية والمحلية قد يؤثر بشكل مباشر على القيمة السوقية للمنتخبات، ما يجعل التصنيف الحالي مجرد صورة أولية قابلة للتعديل في أي وقت.
تفاوت صارخ في القيم السوقية
يكشف التصنيف الحالي عن فجوة اقتصادية هائلة بين المنتخبات المتأهلة، حيث تبلغ قيمة تشكيلة البرازيل 61 ضعف قيمة منتخب الأردن الذي يحتل ذيل الترتيب بـ15 مليون يورو فقط. ويبرز المغرب كاستثناء عربي وأفريقي، متفوقا على مصر (86 مليون يورو) بأكثر من أربعة أضعاف، وعلى تونس (75 مليون يورو) بأكثر من خمسة أضعاف، ما يفتح باب النقاش حول مدى جدوى السياسات الكروية في المنطقة.
ورغم أن الصورة النهائية للمونديال لم تكتمل بعد، فإن القيمة السوقية الحالية تعطي مؤشرات مهمة حول الاتجاهات الاقتصادية في كرة القدم الدولية. ويبدو أن المنتخب المغربي يواصل ترسيخ مكانته كقوة صاعدة، ليس فقط رياضيا، بل أيضا تسويقيا، في زمن تتسارع فيه التحولات استعدادا لأكبر تظاهرة كروية في العالم.