8 مؤشرات تحافظ على موقع المغرب في تصنيف القوة الناعمة

آخر الأخبار - 24-02-2025

8 مؤشرات تحافظ على موقع المغرب في تصنيف القوة الناعمة

اقتصادكم

 

حل المغرب في المركز الـ50 عالميا في مؤشر القوة الناعمة لسنة 2025 من أصل 193 دولة، برصيد 40.6 نقط، وهو مؤشر صادر عن مؤسسة Brand Finance، ويقيس مدى تأثير الدول على المستوى العالمي استنادًا إلى القوة الناعمة، أي القدرة على التأثير والإقناع دون اللجوء إلى الوسائل التقليدية للقوة الصلبة مثل القوة العسكرية أو الاقتصادية.

واحتفظ المغرب بذلك بالترتيب نفسه الذي حصل عليه في مؤشر السنة الماضية، متصدرا قائمة الدول المغاربية، فيما صُنّفت الجزائر في المرتبة الـ78 عالميا، متراجعة بخمسة مراكز مقارنة بالتصنيف ما قبل الأخير، متبوعة بتونس التي جاءت في المركز الـ79، متراجعة هي الأخرى بمركزين، فيما حلّت كل من ليبيا وموريتانيا في المركزين الـ133 والـ150 على التوالي.

بينما حلت الإمارات العربية المتحدة في صدارة قائمة الدول العربية إثر حلولها في المركز العاشر عالميا برصيد 60.4 نقط، متبوعة بالمملكة العربية السعودية التي حلت في المركز العشرين برصيد 55.6 نقط، ثم دولة قطر التي وضعها المؤشر في المرتبة الـ22، فجمهورية مصر التي جاءت في المركز الـ38 برصيد 45.4 نقط من أصل 100.

وفي هذا السياق، أوضح أمين سامي، خبير الاستراتيجية وقيادة التغيير للشركات والمؤسسات في تصريح لـ "اقتصادكم"، أن هذا المؤشر يعتمد على تحليل شامل لأداء الدول في مجالات الثقافة، الدبلوماسية، التعليم، الاقتصاد، الإعلام، والاستدامة، مما يجعله أداة استراتيجية هامة للدول الساعية لتعزيز نفوذها العالمي.

ويستند المؤشر كذلك، حسب الخبير، إلى أربعة محاور رئيسية، وهي الألفة (Familiarity)، أي مدى معرفة الناس بالدولة وتأثيرها عالميًا، والسمعة (Reputation)، أي مدى احترام وثقة الآخرين في الدولة، والتأثير (Influence)، أي مدى قدرة الدولة على التأثير في المجالات المختلفة، والتوصية (Recommendation)، أي مدى تفضيل الدول الأخرى التعامل معها على الصعيد الدولي.

وتقيس ثماني ركائز رئيسية، تتفرع عن هذه المحاور، جوانب مختلفة من القوة الناعمة من قبيل الثقافة والتراث والتعليم والعلوم والعلاقات الدولية والأعمال والتجارة: قوة الاقتصاد، الابتكار، وسهولة ممارسة الأعمال والحوكمة والاستقرار السياسي، مكافحة الفساد، وسيادة القانون والإعلام والاتصال والمستقبل المستدام والشعوب والقيم الاجتماعية ومدى احترام الدولة لحقوق الإنسان.

وفي هذا الإطار، يضيف الخبير، يواصل المغرب تعزيز مكانته في الساحة الدولية من خلال استراتيجيته المتوازنة التي تجمع بين التنمية الاقتصادية، الدبلوماسية الناجحة، والاستثمار في القطاعات المستقبلية. حيث في تصنيف 2025، جاء المغرب في المرتبة 50 عالميًا، محافظًا على موقعه ضمن أقوى الدول الخمسين  في القوة الناعمة، واحتل المرتبة الثالثة على مستوى القارة الإفريقية، بعد مصر وجنوب إفريقيا، والسابعة على مستوى الدول العربية. 

وأكد أمين سامي أن هذا التصنيف يعكس المكانة الإيجابية التي يحظى بها المغرب في عدة مجالات، حيث يواصل المغرب التأثير عالميًا بفضل إرثه الثقافي الغني وصناعته الإبداعية النامية، ويتمتع بحضور دبلوماسي قوي عبر سياساته الفعالة تجاه إفريقيا وأوروبا والمنطقة العربية، ويحقق تطورًا مستمرًا في البحث العلمي والابتكار التكنولوجي، خاصة في مجالات مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الزراعية، كما يعد المغرب من الرواد العالميين في الطاقة المتجددة، من خلال مشاريع كبرى مثل محطة نور للطاقة الشمسية. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع المغرب ببيئة اقتصادية جاذبة للاستثمارات، مدعومة بتحسينات مستمرة في البنية التحتية والتكامل الإقليمي. 

وبالتالي يتيح هذا المؤشر لصناع القرار، الحكومات، والشركات فهم كيفية تحسين صورتهم وتأثيرهم العالمي. وبالنسبة للمغرب، فإن تحقيق ترتيب متقدم في هذا المؤشر يعزز ويساهم بشكل كبير في تعزيز جاذبية الاستثمار، حيث تعكس القوة الناعمة بيئة مستقرة وآمنة للأعمال، وتحسين العلاقات الدولية، خاصة من خلال الدبلوماسية الاقتصادية والثقافية، وتعزيز السياحة والتبادل الثقافي، من خلال تسويق الوجهة المغربية عالميًا، والاستفادة من الاستدامة والتكنولوجيا، لجذب الشراكات العالمية في مجالات الطاقة الخضراء والابتكار.

وأشار الخبير إلى أن التقدم المستمر للمغرب في مؤشر القوة الناعمة لعام 2025 يعكس الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس الناجحة التي تجمع بين الاقتصاد القوي، والتأثير الدبلوماسي، والاستثمار في المستقبل. وبفضل هذا التوجه، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كقوة إقليمية ودولية مؤثرة، معززًا موقعه ضمن الدول الرائدة في مجالات الثقافة، التنمية، والابتكار.